تخطو مصر خطوات واثقة نحو تعزيز مكانتها كأحد الوجهات السياحية العالمية الأكثر جذبًا، بخطة استراتيجية شاملة تهدف إلى بناء قطاع سياحي قوي ومستدام يعتمد على رؤية لجذب السياح من أسواق جديدة، وعلى رأسها دول تكتل “البريكس” – الصين، روسيا، الهند، والبرازيل. في الوقت الذي تشهد فيه السياحة العالمية تطورًا كبيرًا نحو تجربة سياحية فاخرة ورفيعة المستوى، تستعد مصر لتلبية هذا الطلب عبر الاستثمار في قطاعات جديدة وواعدة، حيث تتنوع المبادرات بين دعم السياحة البحرية واليخوت الفاخرة والسياحة العلاجية والاستشفائية، مما يضع مصر على الخريطة السياحية العالمية كوجهة متميزة للمسافرين الباحثين عن تجارب استثنائية.
السياحة الفاخرة
في تحول جريء نحو السياحة الفاخرة، بدأت مصر في استهداف قطاع السياحة البحرية الفخمة، بفتح موانئها لاستقبال اليخوت الأجنبية، مستعينةً بنافذة رقمية موحدة تسهل إجراءات دخول اليخوت الأجنبية وتتيح لمالكيها قضاء وقت مميز على السواحل المصرية. وتعتبر هذه الخطوة مغرية لأصحاب اليخوت الفاخرة الذين ينفقون ما بين 200 ألف إلى مليون يورو لرحلاتهم البحرية. هذا المشروع لا يقتصر على تعزيز الجاذبية السياحية لمصر، بل يشكل دعمًا مباشرًا للاقتصاد من خلال خلق فرص عمل جديدة في مجالات مختلفة مثل إدارة الموانئ، والخدمات الفندقية الفاخرة، والصيانة البحرية.
ولأول مرة، تسعى مصر لأن تكون ضمن الوجهات العالمية لليخوت الفاخرة، حيث ترتبط هذه الخطوة بجذب الأثرياء والسائحين الباحثين عن الفخامة والتجارب الاستثنائية، وتخدم رؤية تطوير السياحة الفاخرة وتحويل مصر إلى مقصد أساسي على خارطة الرحلات العالمية لليخوت.
السياحة العلاجية
تعمل مصر على استكشاف إمكانيات السياحة العلاجية التي تتمتع بإمكانات فريدة من نوعها. وبتنظيم واضح ودعم من خبراء دوليين، أطلقت مصر استراتيجية حديثة تهدف إلى الترويج للأماكن العلاجية، التي تعتمد على المياه الكبريتية، والرمال الغنية بالعناصر الطبيعية، مثل واحة سيوة وعيون موسى وحمامات فرعون. وتشير الدراسات إلى أن هذا النوع من السياحة يشهد تزايدًا في الطلب عالميًا، حيث يسعى السائحون للاستفادة من موارد مصر الطبيعية الاستثنائية كوجهة للاستشفاء، بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية.
وتمتاز مصر بمزيج فريد يجمع بين العلاج والاستجمام؛ حيث يمكن للسائح الجمع بين العلاجات الطبيعية والاسترخاء في بيئة ساحرة. وتعتبر هذه الخطوة مهمة لتحقيق دخل ثابت ومستدام للقطاع السياحي، الذي بات بحاجة لتنويع خياراته، خاصة مع التزايد المستمر لطلب السياح على التجارب الصحية والاستشفائية.
تنوع الأسواق السياحية
بالإضافة إلى الأسواق التقليدية في أوروبا والشرق الأوسط، توجهت مصر نحو أسواق “البريكس” الضخمة، والتي تتميز بسياح يفضلون الوجهات التي تجمع بين التراث الثقافي والطبيعة المتنوعة. وتعتبر دول مثل الصين والهند والبرازيل من أكبر الأسواق العالمية للسياحة، ويتميز سياحها بالرغبة في استكشاف الوجهات التي تقدم تجارب أصيلة وغنية. ومن خلال برامج سياحية مخصصة تشمل الأنشطة الترفيهية والثقافية، تقدم مصر عروضًا تلبي تطلعات هذه الشريحة، مما يضمن جذب السياح وتحقيق استمرارية وولاء في الإقبال على الوجهة المصرية.
تقديم الأفضل عالميًا
وضعت الحكومة المصرية استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية السياحية لتحسين تجربة السائحين القادمين من مختلف أنحاء العالم. من خلال تحديث المطارات وتطوير الطرق وبناء مرافق فندقية جديدة، تتجه مصر لتوفير بيئة مثالية للسائحين تسهم في جذبهم وتعزيز استمتاعهم بتجربة مصرية مميزة، تجمع بين الفخامة والراحة. إلى جانب ذلك، تتعاون مصر مع جهات عالمية في مجالات التدريب السياحي، لضمان تقديم خدمة عالمية المستوى تراعي أدق التفاصيل التي يبحث عنها السياح في وجهاتهم.
الخطوات الجريئة التي تتخذها مصر لا تهدف فقط لزيادة أعداد السياح، بل تسعى لبناء قطاع سياحي قوي ومستدام قادر على منافسة الوجهات العالمية الكبرى، وجذب مختلف الجنسيات وتجربة سياحية تظل محفورة في الذاكرة، ليعود الزوار مرات ومرات.