وسط زخم النقاشات في المنتدى الحضري العالمي في نسخته الثانية عشرة بالقاهرة، برزت أهمية المباني الذكية كأحد الحلول المبتكرة لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة، وتطرق الخبراء والمشاركون إلى الدور المحوري الذي تلعبه هذه المباني في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المدن.
قال الدكتور سعيد الشايب، خبير توفير استهلاك الطاقة في المباني والمباني الذكية، إن المباني الذكية ليست مجرد رفاهية، بل هي ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة، فهي تعتمد على تقنيات متقدمة لإدارة الطاقة بفعالية، مما يقلل من الاستهلاك ويعزز من كفاءة الموارد، لافتا إلى أن هذه المباني تُسهم في تحقيق أهداف المنتدى من خلال تحسين كفاءة الطاقة واستخدام موارد مستدامة، وتعتمد المباني الذكية على أنظمة ذكية لإدارة الطاقة وتُقلل من انبعاثات الكربون وتساعد في مكافحة التغير المناخي، وهو محور رئيسي ضمن أجندة المنتدى، كما أنها تعزز من الاستدامة البيئية باستخدام مواد صديقة للبيئة وتقنيات مثل الخلايا الشمسية وأنظمة إعادة تدوير المياه.
وأشار الشايب إلى أن إحدى المزايا الأساسية للمباني الذكية هي قدرتها على إدارة الموارد بكفاءة عالية من خلال أنظمة مراقبة وتحليل البيانات التي تدعم اتخاذ قرارات مستنيرة، وهذا النوع من الإدارة يساعد المدن على تحسين استغلال الموارد، مثل الكهرباء والمياه، وتقديم حلول مبتكرة تسهم في تحسين جودة الحياة للسكان، ومن الجوانب الأخرى التي تميز المباني الذكية هو مساهمتها في توفير بيئة معيشية أكثر أمانًا وراحةً، فالتحكم في الإضاءة والتهوية والتدفئة والتبريد يتم بشكل آلي، مما يزيد من الراحة ويقلل من استهلاك الطاقة غير الضروري، كما توفر المباني أنظمة متقدمة للأمن والسلامة، تشمل أجهزة استشعار وكاميرات مراقبة متصلة، مما يضمن حماية السكان والممتلكات.
وأكد أنه في ظل ما يشهده المنتدى الحضري العالمي من نقاشات وتبادل للخبرات بين الدول المشاركة، تبرز أهمية المباني الذكية كأداة فعالة لتحقيق مستقبل أفضل للمدن، وهو ما يتماشى مع رؤية المنتدى في تعزيز الابتكار والتعاون الدولي لمواجهة التحديات الحضرية.