ماذا يحدث في سوريا؟.. ماذا يحدث في لبنان؟.. ماذا يحدث في العراق؟.. ماذا يحدث في فلـ ـ سطيـ ـن؟.. ماذا يحدث في السودان؟.. ماذا يحدث في السعودية؟.. وماذا وماذا وماذا؟..
يتحدث ترامب عما يحدث في دمشق بأن روسيا وإيران قد تخلا عن نظام الأسد، بعدما ضعفا وانشغلا في شأنهما المتوتر، فغاصت موسكو في أعماق الحـ ـرب مع أوكرانيا، وإن كانت مفتعلة لإبعاد روسيا عن سوريا والمنطقة برمتها، وسقطت السعودية في ألوان اللهو المقصود، ووجدت تركيا وقطر أنفسهما مفردين بلا حليف، وإن كان في ذلك شك.
لقد خان الجميع الجميع، خان العرب العرب أنفسهم، الكل بحث عن مصالحه الشخصية، هذا خان من أجل ذاته، وهذا تحالف غربا مع هذا لأهوائه ووعوده، وآخر غرد بكبر ولما سقط في وحل الضعف، استسلم لعروض الغرب الذي استخدمه درعا في مواجهة غريمه الغربي، ولما ضعف تخلى عنه.
لقراءة جميع مقالات الكاتب اضغط هنــا
تخلى العرب عن أنفسهم يا عزيزي، وبات الجميع يغرد منفردا بعيدا، فأصبح فريسة سهلة الاصطياد، هينة في الافتراس لا تحتاج مجهود ومشقة للاستمتاع بها.
تخيلوا معي إذًا، لو كان العرب عربا حقا، وكان اسمه الوطن العربي بمعناه الأصيل، وطن يجمع الجميع تحت رايته ووحدته وألفته وتماسكه، وطن ذات هوية وثقافة ورؤية واحدة، وطن بجيش واحد جيش العروبة، ماذا إذًا؟، أظن أن بسمة بطعم الحسرة ارتسمت على شفتيك الآن، الآن اصرخ وقل واحسرتاه على العرب، واحسرتاه على أمتنا.
ألم تسأل نفسك يا عزيزي لماذا أطلق مصطلح الشرق الأوسط، وتعمد القضاء على مصطلح الوطن العربي ووأد كلمة الأمة العربية؟، نعم إنهم يريدون طمس هذه الهوية، لا يريدون حتى أن يروا حروفها التي تزعجهم وتربكهم قوتها، حتى ثقافة العرب غزوها بمسمى الموضة والتكنولوجيا، صحيح أن التكنولوجيا والحداثة مهمة وأفادت البشرية كثيرا، لكنها أضرت أيضا وحملت سموما معها فتاكة.
هذا اعتقد هو ما يحدث في الوطن العربي والعروبة، في سوريا ولبنان واليمن والعراق وفلـ سـ طيـ ـن والسودان والسعودية وغيرها، وفشلوا فيه بمصر وأرجوا ألا يفلحوا فيه أبدا، نام العرب وغرقوا في ثباتهم العميق، فاستيقظوا على الحسرة والندم، يوم لا ينفع ذلك أبدا.