في حلقة جديدة من برنامج “فكر الأئمة” على قناة أزهري الفضائية، تناولت الحلقة قصة أرميا بن حلقيا، آخر أئمة بيت المقدس قبل السبي البابلي، والذي عاش في القرن السابع قبل الميلاد.
وقال الدكتور أحمد هاشم البطريق ،الداعية الإسلامي ومقدم البرنامج،انه وُلد أرميا عام 650 ق.م، وكان نبيًا أو رجلًا صالحًا أُرسل لهداية بني إسرائيل في وقتٍ تفشى فيه الفساد، حيث انتشر قتل الأنبياء وعصيان أوامر الله.
وواجه أرميا مقاومةً شديدة من قومه الذين لم يتقبلوا دعوته إلى التوبة وترك المعاصي، بل تعرض للاضطهاد والضرب، لكنه استمر في تبليغ رسالته رغم كل التحديات.
وعاصر أرميا الملك صدقيا، الذي آمن برسالته لكنه لم يستطع كبح الفساد المنتشر في المجتمع. ومع تزايد الانحراف، تعرضت بيت المقدس لحصار طويل فرضه سنحاريب ملك بابل، وقاد الهجوم قائد جيشه الشهير بخت نصر.
ومع اشتداد الحصار، توجه أرميا إلى قومه بالوعظ، فاستجابوا له وملأت المعابد بالمصلين، وتوقف التعامل بالربا، على أمل أن يرفع الله عنهم هذا البلاء.
وبحسب الروايات، أوحى الله إلى أرميا بأن يُبلغ الملك صدقيا بضرورة تعيين خليفته قبل مقتله في المعركة، لكن الملك، رغم إيمانه، أصابه الخوف فلجأ إلى المحراب وواصل الدعاء طوال الليل. استجاب الله لدعائه وأرسل مرضًا أصاب جيش سنحاريب، مما أدى إلى هلاك أعداد كبيرة منهم، وانسحاب الناجين.
بعد انتهاء الحصار، أُرسل أرميا إلى مكة حيث قيل إنه ذهب لاستخراج عدنان من نسل إسماعيل قبل وصول البابليين، الذين سعوا إلى تدمير بيت المقدس والكعبة. وتباينت الروايات حول مصير أرميا، إذ تفيد بعض المصادر بأنه ذهب إلى مصر حيث تعرض للأذى حتى توفي، بينما تشير روايات أخرى إلى أنه عاد إلى فلسطين حيث وافته المنية هناك.