يعيش الساحل السوري في الساعات الأخيرة، حالة من التوترات الكبيرة، إثر اندلاع اشتباكات عنيفة بين مواليين للرئيس السابق حافظ بشار الأسد، وعناصر أمنية موالية لقوات أحمد الشرع المُنصب رئيسًا لـ سوريا الآن.
وتواصلت الاشتباكات بين الأطراف في سوريا، في محيط جبلة، حيث أرسلت وزارة الدفاع تعزيزات ضخمة إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس لتأمين المنطقة وبدء عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والجبال المحيطة.
في هذه السطور، يُقدم موقع الصورة الحقيقية تفصيلًا مجملًا لأحداث الساحل السوري واشتعال التواتر والاضطراب في سوريا بين قوات نظام الشرع ومواليين لنظام الأسد.
منطقة الساحل السوري
تمثل منطقة الساحل السوري تحديًا أمنيًا لنظام أحمد الشرع، ومساعيه لتعزيز سيطرته على الدولة السورية بشكل كامل، وذلك على مدار أكثر من 3 أشهر من إطاحة نظام الأسد.
يسعى نظام الشرع لإعادة توحيد سوريا رغم التحديات الكثيرة التي تواجهه، أبرزها تمدد المواليين لنظام الأسد وكذلك أيضًا التمدد الإسرائيلي في المنطقة العازلة بين البلدين.
وتمتد منطقة الساحل السوري الذي يُعد الواجهة البحرية الوحيدة لسوريا على طول مئة وثلاثة وثمانين كيلومترا غرب البلاد على البحر المتوسط بمساحة تقدر بأكثر من أربعة آلاف كيلومتر مربع، والمعروف عن هذه المنطق تضاريسها المعقدة مما يصعب عملية التمشيط وملاحقة عناصر النظام السابق، فهو شريط سهلي ضيق بسبب اقتراب الجبال الشديد من الشاطئ، ويضم محافظتي طرطوس جنوبا واللاذقية شمالا وهي أكبرهما.
تعزيزات عسكرية في مسقط رأس الأسد
التعزيزات دخلت إلى القرداحة مسقط رأس عائلة الأسد وأيضا جبلة التي يتحصن فلول النظام في أحراشها وشهدت اشتباكات عنيقة استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
سكان الساحل السوري
يسكن في المحافظتين – طرطوس والاذقية- غالبية علوية شكلت حاضنة للنظام السابق طوال عقود، بالإضافة لمزيج سني ومسيحي علما أن عدد السكان في المحافظتين بلغ قبل الحرب مليون وثمانمئة ألف شخص، لكن أرقام الصليب الأحمر تقدر النازحين إليها بأكثر من مليون.
وفي الساحل، مواني سوريا الثلاثة التي كانت تحت اليد الروسية بحكم اتفاقيات مع الأسد الابن أكبرها ميناء اللاذقية، يليه ميناء طرطوس فميناء بانياس المختص بتصدير النفط إلى الخارج.
مؤيدو الأسد يسيطرون على جبلة
تمكن مؤيدو الأسد في الساعات القليلة الماضية من السيطرة على مناطق تقع في مدينة جبلة من الجهة الشمالية، بينها الكلية الحربية، بحسب وسائل إعلام سورية، مما أشعل فتيل النيران والحرب بين النظامين “الشرع والأسد”، وأسفر الأمر عن مقتل ما يزيد عن 70 شخصا معظمهم عسكريين من الطرفين.
قوات الشرع تفكك حصار قوات الأسد على القرداحة
وبالتوازي مع توجه التعزيزات العسكرية إلى الساحل السوري منذ الليلة الماضية، فرضت السلطات حظر التجول في اللاذقية وطرطوس والمناطق المحيطة بهما لمدة 24 ساعة، وقد تم تمديد الحظر حتى صباح السبت.
وقال مصدر بوزارة الدفاع في تصريحات صحفية إن “قواتنا تمكنت من فك الحصار المفروض من قبل فلول النظام البائد على مقاتلينا بمحيط مدينة القرداحة، بعد اشتباكات عنيفة بالمنطقة”، مضيفًا: “أن فلول النظام البائد اتخذت من أبنية ومرتفعات مدينة القرداحة وكراً لها، وتقوم باستهداف قواتنا منها”- على حد قوله.
وتابع المصدر: “ستقوم قواتنا الآن بتنفيذ عمليات نوعية دقيقة بالتنسيق مع قوى الأمن العام ضد فلول النظام البائد التي غدرت بقواتنا وأهلنا في مدينة القرداحة.
رسائل تحذيرية لمؤيدي الأسد
وجّه رئيس الاستخبارات السورية الجمعة رسائل تحذيرية إلى مؤيدي نظام الأسد، الذين يخوض الجيش السوري التابع للشرع حملة تطهير ضدهم منذ أمس في مدن الساحل إثر هجمات منسقة نفذوها وأدّت إلى مقتل وإصابة العشرات من قوات الأمن .
حرب أهلية في سوريا؟
الإعلامي المصري عمرو أديب علق عبر حسابه على موقع “إكس” على أحداث الساحل السوري قائلًا: «السؤال المرعب في سوريا اليوم: هل ما يحدث بين الحكم والفلول حرب أهلية لا تنتهى؟».
اعتقال مجموعات تابعة لنظام الأسد
أعلن الأمن العام السوري اعتقال مجموعات وصفا بـ “غير منضبطة” بسبب ارتكابها انتهاكات بحق المدنيين في الساحل السوري كما أرسل أرتالا إضافية لحماية الأهالي من أي تجاوزات.
مصر تؤكد دعمها لسوريا
أكدت مصر في بيان عاجل لها أمس تعليقا على الأحداث المشتعلة في سوريا، دعمها لدمشق في مواجهة التحديات الأمنية، ورفضها لأي تحركات من شأنها أن تمس بأمن وسلامة واستقرار الشعب السوري.
وقالت الخارجية المصرية في بيان إن مصر تعرب عن قلقها إزاء المواجهات التي شهدتها محافظة اللاذقية السورية ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين.
وأكد البيان، موقف مصر الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية واستقرارها في مواجهة التحديات الأمنية، مشددًا على رفض أية تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب السوري.
وأعادت مصر في بيان وزارة الخارجية “تأكيدها على أهمية مكافحة كافة أشكال العنف وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار والعمل على تجاوز المرحلة الانتقالية الدقيقة في سوريا”.
وجدد البيان التأكيد على “أهمية تدشين عملية سياسية انتقالية شاملة تضمن مشاركة جميع أطياف الشعب السوري دون إقصاء وتضمن حقوق جميع الطوائف في سوريا”.
روسيا تدعو لـ التهدئة ووضع حد لـ سفك الدماء
دعت روسيا، أمس الجمعة، إلى “التهدئة” ووضع حد لـ”سفك الدماء” في سوريا حيث تدور اشتباكات في المنطقة الساحلية بغرب البلاد بين قوات الأمن ومسلحين موالين لبشار الأسد، حليف موسكو، أسفرت عن مقتل العشرات منذ الخميس.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “ندعو القادة السوريين القادرين على التأثير على تطور الوضع ميدانياً إلى بذل أقصى جهودهم من أجل وضع حد لسفك الدماء في أسرع وقت ممكن”.
وأكدت استعداد بلادها “لتنسيق الجهود بشكل وثيق مع الشركاء الأجانب لتهدئة الوضع”.
Comments 1