قال خالد محمود، رئيس قسم الفن بجريدة الشروق، إن الفنان الكبير عادل إمام، رغم مسيرته الحافلة بالأعمال الناجحة التي رسخت في الذاكرة الجماعية للمصريين والعرب، إلا أن هناك أدوارًا وشخصيات قدمها ببراعة استثنائية، لم تحظَ بالتقدير الجماهيري والإعلامي الذي تستحقه.
وتحدث خالد محمود خلال مداخلة هاتفية مع رشا مجدي ونهاد سمير ببرنامج “صباح البلد”، على قناة صدى البلد، عن بعض المحطات الفنية المميزة في حياة الزعيم، والتي وصفها بأنها “نقاط مضيئة لم تأخذ نصيبها من تسليط الضوء”.
وأشار خالد محمود إلى أن فيلم “الغول” مثل نقلة نوعية في مسيرة عادل إمام، حيث خرج فيه عن الإطار الكوميدي المعتاد ليقدم شخصية درامية عميقة تصطدم بالواقع، وتعبّر عن هموم المواطن البسيط، مؤكدًا أن الأداء التمثيلي في الفيلم جسّد كتلة من المشاعر والتحدي والواقعية، وجعل الزعيم يظهر كبطل شعبي يواجه الخداع والفساد بصدق وأصالة.
كما لفت إلى فيلم “الحريف” للمخرج محمد خان، كان من أكثر الأدوار ظلمًا من حيث التقدير الجماهيري، رغم ما يحمله من عمق إنساني وأداء مختلف لعادل إمام، مردفًا: “الفيلم قدّم صورة جديدة تمامًا عن الزعيم، قبل انتقاله لاحقًا إلى أدوار اتسمت بالكوميديا السوداء والفنتازيا”.
ومن بين الأعمال التي أشار إليها رئيس قسم الفن، فيلم “حتى لا يطير الدخان”، والمأخوذ عن قصة لإحسان عبد القدوس، حيث وصفه بأنه عمل متكامل بين النص والأداء، وأن عادل إمام نقل روح الشخصية من الورق إلى الشاشة ببراعة تحترم عقل المشاهد وتلامس وجدانه.
وتحدث عن تطور الشخصية داخل الفيلم، بداية من الطالب البسيط، مرورًا بمرحلة الصراع الاجتماعي، وانتهاءً بانتصاره على القهر والفساد دون التخلي عن مبادئه، مؤكدًا أن هذا العمل تحديدًا أظهر قوة إرادة الزعيم وموهبته في تجسيد الصراع الداخلي.
وعن فيلم “رسالة إلى الوالي”، أوضح محمود أنه رغم عناصر القوة في الفيلم، إلا أنه لم يحقق نفس النجاح أو التفاعل الجماهيري، مرجعًا ذلك إلى الطابع الفنتازي الذي لم يكن مألوفًا وقتها، لكنه أكد في الوقت ذاته أن عادل إمام واحد من القلائل الذين تجرأوا على خوض تجارب فنية متنوعة ومركبة.