أكد الدكتور أحمد يوسف، أستاذ بالجامعات الفرنسية، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى مصر كانت تحمل دلالات سياسية واضحة، مشيرًا إلى أن هناك نية لدى ماكرون للإعلان عن اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية.
الإخوان نجحوا في السيطرة على عدد كبير من المساجد والجمعيات في فرنسا
أوضح أحمد يوسف، خلال لقاء عبر الإنترنت مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ببرنامج “حديث القاهرة”، المُذاع عبر شاشة “القاهرة والناس”، أن هذا التوجه يأتي في إطار محاولة ماكرون نزع التأثير الذي تمارسه جماعة الإخوان المسلمين على الجالية المسلمة في فرنسا، مشددًا على أن الجماعة نجحت في السنوات الأخيرة في السيطرة على عدد كبير من المساجد والجمعيات، وتحقيق نفوذ ملموس داخل المجتمع الإسلامي في فرنسا.
فرنسا أدركت خطورة التغلغل الفكري والتنظيمي للإخوان
أشار إلى أن الدولة الفرنسية باتت تدرك خطورة هذا التغلغل الفكري والتنظيمي، وتسعى عبر خطوات سياسية واستراتيجية إلى تفكيك هذا النفوذ وتقديم خطاب بديل أكثر توازنًا للمجتمع المسلم داخل فرنسا.
وتابع: “كل الأندية الرياضية الان الموجودة في الأحياء خارج باريس والتي بها جاليات عربية وإسلامية يكاد يسيطر عليها بشكل كامل جماعات مرتبطة إما بشكل مباشر أو غير مباشر بجماعة الإخوان”.
وقال الدكتور أحمد يوسف، أستاذ في الجامعات الفرنسية، إن صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية نشرت مقتطفات من تقرير سري تم إعداده حول تغلغل جماعة الإخوان المسلمين في المجتمع الفرنسي، مؤكدًا أن التقرير كشف بالأرقام والتفاصيل الدقيقة حجم اختراق الجماعة للمجتمع الفرنسي، لا سيما في المساجد والجمعيات والمؤسسات البحثية والتعليمية.
وأضاف أحمد يوسف، خلال لقاء عبر الإنترنت مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ببرنامج “حديث القاهرة”، المُذاع عبر شاشة “القاهرة والناس”، أن التقرير يتكوّن من 76 صفحة، وشارك في إعداده سفير فرنسي يتقن العربية، عمل في السعودية والجزائر، بالتعاون مع مدير أمن فرنسي مختص في الإسلام السياسي، وبمساهمة من الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية.
الجماعة تعمل على اختراق الدولة الفرنسية
أشار إلى أن التقرير أوضح كيف تعمل الجماعة على اختراق الدولة الفرنسية بشكل ناعم ومنظم “من تحت”، دون مواجهة مباشرة، في ما يُعرف بالمباطنة أو التسلل الهادئ، المعروف في الأدبيات الفرنسية بـ “الانتريزم” و”السبارتيزم”.
قرارات سرية
أوضح أحمد يوسف، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر نشر التقرير كاملًا بنهاية الأسبوع الجاري، بعد عرضه في اجتماع مجلس الأمن القومي، وأن المجلس سيجتمع مرة أخرى مطلع يونيو لاتخاذ قرارات بعضها معلن وبعضها سري.