تجاوز عدد الشهداء في غزة خلال 77 يوما منذ انطلاق الحرب، في السابع من أكتوبر الماضي، الـ20 ألف شهيد بواقع 300 شهيدا يوميا باستثناء الأيام السبع التي نفذت خلالها الهدنة الإنسانية قبل اختراقها رغم الضغوط التي مورست لمدها دون جدوى.
يرجح العديد من الأطباء في غزة أنه هناك أكثر من 5 آلاف مفقود تقريبا منذ انطلاق الحرب، وأن غالبيتهم دفن تحت الأنقاض، ما يعني أن عدد الشهداء مرشح للزيادة بصورة كبيرة.
وفي سياق متصل كشف السفير محمد عريقات، رئيس المجلس الأعلى للشباب الفلسطيني، أن هناك أكثر من 58 ألف جريح بسبب الحرب، مشيرا إلى خطورة الدعم اللامحدود من قبل أمريكا وبريطانيا ماديا وعسكريا للاحتلال.
الحقيقة أنه لا توجد احصائيات دقيقة حول حصيلة الشهداء والإصابات بسبب حرب الإبادة الشاملة في أنحاء القطاع، وارتفاع أعداد المفقودين، الأمر الذي يحتاج إلى وقت طويل بعد انتهاء الحرب للوصول إلى إحصائيات دقيقة ولكنها للأسف ستكون صادمة.
عموما الحرب الدائرة الآن في غزة تعد الأكثر ارتفاعا من حيث أعداد القتلى في الصراعات حول العالم مقارنة بالحروب السابقة في غزة منذ عام 2008، وبحرب العراق 2003، وبالصراع في كولومبيا وحروب جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ونشرت الـbbc، عن خبراء عسكريين أن القنابل التي تستخدمها إسرائيل في غزة بعضها يبلغ وزنه 100 رطل، والبعض الآخر الفسفوري يزن 2000 رطل، مما ساهم بشكل كبير في رفع نسبة الوفيات، مؤكدين أن تأثير القنابل الكبيرة يشبه «ممارسة رياضة التزلج على الماء، لكن على الأرض، بينما تعمل موجة صدمة هذه القنابل على تسييل الأرض للحظات».
قطاع غزة معروف بكثافته السكانية الكبيرة وفقا لمساحته، حيث يبلغ طوله 41 كيلو متر، وعرضه 10 كيلو مترات، ويسكنه 2.2 مليون مواطن بمتوسط 5700 شخص في كل كيلو متر مربع، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في ارتفاع نسبة الضحايا.
ووفقا لما أعلنته المخابرات الأمريكية، فإن الاحتلال استخدم في الفترة من 7 أكتوبر وحتى منتصف ديسمبر الجاري 29 ألف قنبلة على غزة، 45% منها قنابل غير موجهة «عشوائية»، مما يعد خرقا للقانون الدولي الإنساني، بهدف تنفيذ أكبر قدر من الإبادة الشاملة، بالإضافة إلى 53 ألف طن من المتفجرات.
وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أن غزة حاليا تعد أخطر مكان في العالم بالنسبة للأطفال، وكشفت التقارير التي ترصد ما يحدث في القطاع ارتفاع نسبة الشهداء من الأطفال بصورة متزايدة.
باختصار.. شبح الموت هو الحقيقة الوحيدة التي باتت تسيطر على سماء غزة، فما بين طرفة عين وإفاقتها يزداد عدد الشهداء شهيدا وربما أكثر وفقا لإرادة الله وجنون المحتل الغاصب، وعموما بعيدا عن القضاء والقدر، فإن الموت إن لم يأتٍ قصفا جوا أو بحرا أو برا، فإنه سيأتي لا محالة جوعا.
أحدث العدوان الإسرائيلي على غزة وفقا لوكالة أسوشيتدبريس، قدرا من الدمار أكبر من تدمير حلب السورية بين عامي 2012 و2016، أو ماريوبول الأوكرانية، أو قصف الحلفاء لألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
ووثق تقرير الوكالة أن حصيلة شهداء غزة أكثر مما قتله التحالف الذي قادته أمريكا لمدة 3 سنوات ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
تبقى كلمة.. ما يرتكبه الاحتلال في غزة جريمة حرب مكتملة الأركان بمباركة أمريكية ودعم أوروبي وتواطؤ أخوة يوسف، لا نستثني أحدا من المسؤولية فالجميع مسؤول عن شلالات الدم المتدفقة في غزة العزة والكرامة ورمز الصمود في مواجهة تتار العصر الحديث.
لا تنتظروا طوق النجاة من مجلس الأمن فاللوبي اليهودي أكثر تغلغلا في مراكز صنع القرار الدولية من أوراق الضغوط الإسلامية والعربية الواهية.