وجه الدكتور أيمن رشوان استشاري الغدد الصماء والأمراض الباطنية، نداءً مهماً إلى زملائه من شباب الأطباء، وكذلك إلى المرضى وأهاليهم، مشدداً على ضرورة توخي الحذر الشديد وعدم الاستهانة ببعض الأعراض الشائعة التي قد تخفي وراءها حالات طبية خطيرة تهدد الحياة.
وأوضح الدكتور أيمن، رشوان، في تصريحات لقناة القاهرة والناس، اليوم الخميس، أن التشخيص المتسرع أو المبني على التبسيط قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، مستعرضاً حالتين شائعتين كأمثلة حية على أخطاء تشخيصية قاتلة.
وسلط الدكتور رشوان الضوء على سيناريو متكرر في أقسام الطوارئ، حيث يصل مريض مسنّ يشكو من “ألم في فم المعدة”، وأشار إلى أن الخطأ الجسيم يكمن في التعامل مع هذا العرض على أنه مجرد حموضة أو عسر هضم ناتج عن وجبة دسمة، ومن ثم وصف أدوية للحموضة وإرسال المريض إلى المنزل، وحذر قائلاً: “هذا خطأ جبار، وغلطة لا تُغتفر”.
وأوضح أيمن رشوان، أن هذا الألم قد يكون في الحقيقة عرضاً لجلطة في الجدار السفلي للقلب (Inferior Myocardial Infarction)، وهي جلطة تصيب الشريان التاجي النازل، ويتشابه ألمها بشكل كبير مع ألم فم المعدة، مضيفا: “يجب على الطبيب أن يعتبر الأسوأ أولاً، عند التعامل مع مريض مسنّ يعاني من هذا الألم، لا بد من إجراء رسم قلب وفحص إنزيمات القلب فوراً لاستبعاد وجود جلطة قلبية قبل التفكير في أي تشخيص آخر”.
وانتقل الدكتور أيمن رشوان، إلى حالة أخرى محذراً من الاستسهال في تشخيصها، وهي حالة شاب مفتول العضلات يأتي إلى الطوارئ وهو يشكو من ألم في الصدر، خاصة بعد ممارسة الرياضة في الجيم، وأوضح أن التفسير السطحي والبسيط هو أن هذا الألم ناتج عن “مزق أو شد عضلي”، وهو تشخيص قد يكون خاطئاً وخطراً.
وكشف أن هذا الألم قد يكون علامة على وجود “استرواح صدري”، وهو حالة يحدث فيها ثقب في الرئة يؤدي إلى تسرب الهواء إلى الغشاء البلوري المحيط بها، مضيفا: “هذا التسرب الهوائي يضغط على الرئة والقلب، وقد يتطور سريعاً إلى فشل تنفسي حاد وفشل في القلب. لا يجب الاستهانة بالأمر، بل يجب على الطبيب استخدام السماعة الطبية بعناية فائقة والنظر في إجراء أشعة على الصدر فوراً”.