في مشهد يعكس مأساة إنسانية صامتة، يعيش العشرات من مرضى الفشل الكلوي بمركز بسيون في محافظة الغربية على حافة الهاوية، بعد أن تحولت وحدات الغسيل الكلوي – التي يفترض أن تكون منفذهم للأمل – إلى غرف انتظار للموت، جراء إهمال غير مسبوق وغياب تام للإشراف الطبي.
وكشفت جولة لـ”الصورة الحقيقية” داخل إحدى هذه الوحدات، عن كارثة حقيقية، حيث تعمل الوحدة بشكل شبه دائم بدون وجود طبيب أخصائي للإشراف على جلسات الغسيل الحيوية، مما دفع المرضى وأهاليهم لإطلاق صيحات استغاثة عاجلة، لم يسمعها أحد حتى الآن.
وتحولت معاناة المرضى إلى رحلة عذاب يومية، كما يؤكد “م. رضوان” وأخرون ممن تقطعت بهم السبل، بعد أن حضروا موعد جلسات الغسيل اليومية وفوجئوا غياب الطبيب المسؤول، ما اضطرهم للاستعانة بسيارات الإسعاف والنجدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح على حافة الخطر.
ولم تكن حادثة اليوم سوى حلقة في سلسلة متصلة من الإهمال، بلغت ذروتها قبل عشرة أيام فقط، عندما فاضت روح أحد المرضى إلى بارئها، ضحيةً لمضاعفات مفاجئة لم يجد من يتعامل معها من الأطقم الطبية، في ظل انعدام وجود طبيب متخصص للتعامل مع طوارئ الغسيل الكلوي الخطيرة، مثل هبوط الضغط الحاد، أو النزيف، أو غيرها من المضاعفات المميتة.
وأوضح المرضى، أنهم في معظم الأحيان، يُتركون لمصيرهم تحت رعاية فنيي الغسيل فقط – الذين لا يملكون التأهيل الكافي للتعامل مع الحالات الحرجة – مما ينتهك أبسط حقوقهم الإنسانية في تلقي رعاية صحية آمنة، ويهدد حياتهم بشكل مباشر، ناهيك عن حالة الرعب والقلق الدائم التي يعيشون فيها هم وأسرهم، مما يضاعف من معاناتهم الجسدية والنفسية.
وأطلق المرضى والعائلات المنكوبة نداءات استغاثة عاجلة إلى مجلس الوزراء ووزارة الصحة، مطالبين بالتدخل الفوري لإنهاء هذه المأساة، عبر:
· التكليف الفوري لطبيب أخصائي كلى في كل وحدة من وحدات الغسيل الكلوي.
· إجراء تحقيقات عاجلة مع المقصرين في هذه الوحدات.
· توفير المستلزمات الطبية والأدوية اللازمة لتشغيل الوحدات بكفاءة.
وأكد المرضى أن معاناتهم تتكرر يوميًا في وحدات قرى: (صالحجر – قرانشو – شبراطو – كوم النجار – أبو حمر)، حيث يرفض طاقم التمريض توصيل المرضى – الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و60 عامًا – على أجهزة الغسيل في غياب الطبيب، مما يحولهم إلى رهائن لمعاناة لا طاقة لهم بها، في انتظار تدخلٍ يضع حدًا لهذه المأساة الإنسانية.