وصف العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، بأنه “انقلاب على مفهوم السيادة الوطنية”، كشف اتفاق سري جرى في العاصمة الفرنسية باريس بين ممثلين عن النظام السوري وكيانات إسرائيلية، عن ملامح مشروع جديد لتفكيك الدولة السورية من الداخل، يبدأ من محافظة السويداء.
واعتبر العقيد حاتم صابر أن ما جرى “ليس مجرد اتفاق سياسي، بل خريطة تفكيك ممنهجة تُدار بعناية عبر أدوات الضغط، وحرب المعلومات، والاختراقات المجتمعية”، مضيفاً أن ما يجري هو “استنساخ ناعم لتجربة تقسيم العراق، ولكن بدون الحاجة إلى غزو مباشر أو تكلفة بشرية إسرائيلية”.
أبرز ما جاء في اتفاق باريس – بحسب التسريبات:
1. قبول النظام السوري بالحكم اللامركزي الموسّع، وهو ما وصفه العقيد صابر بأنه “تنازل استراتيجي يفتح الباب أمام نموذج الفيدراليات الهشة التي تُدار من الخارج”.
2. تحويل السويداء إلى كيان شبه مستقل أمنيًا وقضائيًا وتعليميًا، مع فتح ممر مباشر لإسرائيل تحت غطاء “ممر إنساني”، وهو ما وصفه العقيد بـ”الاختراق الجغرافي الأخطر منذ ١٩٧٣”.
3. نزع سلاح الجنوب بالكامل حتى أطراف دمشق خلال أسابيع، مقابل تهديدات إسرائيلية باستخدام القوة، وهو ما يدلّ على “انعدام قدرة النظام على المواجهة أو حتى المراوغة”، وفق تعبيره.
4. تعميم النموذج السويدائي على باقي المحافظات لاحقاً، ما يعني – بحسب صابر – “بداية تفكيك سوريا إلى كانتونات طائفية وإثنية تحت إدارة إقليمية ودولية متعددة”.
دلالات خطيرة لـ اتفاق باريس
العقيد حاتم صابر يرى أن الاتفاق يعبّر عن ثلاث حقائق ميدانية:
1 – الانهيار الكامل لمفهوم السيادة المركزية في سوريا، مقابل تطبيع ناعم مع إسرائيل عبر وسطاء محليين.
2- تبنّي فصائل داخلية لحالة “الولاء الوظيفي” لإسرائيل، بما يهدد بتغيير الخريطة الاجتماعية والسياسية في الجنوب السوري.
3- توظيف إسرائيل لمبدأ “الحرب بدون رصاص”، كما أشار إلى ذلك بن غوريون منذ 1948، حين قال: “عظمة إسرائيل في تفكيك وانهيار ثلاث دول (العراق – سوريا – مصر)، وآلياتنا لا تعتمد على دمائنا، ولكن على غباء الطرف الآخر.”
الحرب اليوم ليست صواريخ وطائرات.. بل خرائط ذكية وعقول مُخترقة
حذر العقيد حاتم صابر من أن ما جرى في باريس ليس اتفاق سلام، بل إعلان بداية مرحلة جديدة من الحرب غير التقليدية، فإن إسرائيل لا تبحث عن احتلال عسكري، بل نفوذ إداري وأمني واقتصادي داخل العمق السوري، وإذا لم تستفق دمشق لهذا المخطط، فستتحول إلى عاصمة رمزية في دولة منهارة تُدار عن بُعد.