بعد غياب طويل عن الأضواء، عاد العميد الركن مناف طلاس إلى الواجهة مجددًا، مثيرًا تساؤلات حول الدور المحتمل الذي قد يلعبه في مستقبل سوريا.
يأتي هذا الظهور تزامناً مع تزايد الحديث عن تسويات دولية قد تُبرم قبل نهاية العام، ما يجعل توقيت عودته لافتًا للمتابعة.
محاضرة في باريس تُشعل التكهنات
أثار إعلان طلاس عن محاضرة في فرنسا بتاريخ 13 سبتمبر، تحت عنوان “الوضع السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد”، انتباه المراقبين السياسيين. وقد زادت أهمية الحدث مع تأكيد حضور مسؤولين ودبلوماسيين أوروبيين بارزين، ما يربط البعض بين هذا الظهور والتحركات الدولية المتعلقة بالملف السوري.
انقسام حول دور طلاس المحتمل
أفرزت عودة طلاس تيارين متناقضين:
- التيار الأول: يرى فيه شخصية عسكرية مؤهلة للعب دور محوري في المرحلة الانتقالية، لا سيما مع تقارير تحدثت عن قدرته على حشد آلاف المقاتلين السوريين، ما يعزز فرضية وجود دعم إقليمي ودولي محتمل له.
- التيار الثاني: يعتبره غير مرغوب فيه، سواء من قبل النظام السوري أو شرائح واسعة من المعارضة. فقد صرح مصدر عسكري مقرب منه لوكالة “إرم نيوز” أن طلاس فقد رصيده الشعبي والعسكري داخل سوريا، وأنه “ليس مقبولًا شعبيًا”. ووصف مصدر سياسي آخر ظهوره بأنه “سلاح الضعفاء”، مشككًا في قدراته الفعلية بعد سنوات من الانقطاع عن العمل الميداني والسياسي.
علاقة مع النظام وغياب عن المشهد
يعود تاريخ مناف طلاس إلى قربه من عائلة الأسد، حيث كانت تربطه صداقة قوية بباسل الأسد، ومن ثم بشار الأسد. وقد لعب دورًا في مفاوضات محلية خلال الثورة السورية عام 2011، ما أكسبه شعبية محدودة.
مع ذلك، بدأت الشكوك تحيط به بعد اتهامه بالتخطيط لانقلاب عسكري، مما دفعه للفرار من سوريا في يوليو 2012. استقر في باريس بدعم من شقيقته ناهد طلاس، التي تتمتع بنفوذ واسع في الأوساط الفرنسية. يبقى السؤال مطروحًا حول ما إذا كانت عودته ستُحدث تغييرًا حقيقيًا على الأرض، أم أنها مجرد محاولة لاستعادة دور لم يعد له وجود.