كشف العقيد حاتم صابر خبير مقاومة الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، عن أسباب تخوفات الاحتلال الإسرائيلي من المواجهة العسكرية المباشرة مع مصر، موضحا أن مختصر محددات إتفاقية السلام مع العدو الإسرائيلي تأتي كالتالي:
بعد إجبار إسرائيل علي الانسحاب من سيناء بالقوة (العسكرية- الدبلوماسيه) تم تقسيم شبه الجزيرة إلى أربع مناطق رئيسية وهي:-
– المنطقة (أ) و تقع في غرب سيناء بمحاذاة قناة السويس حتى الخط بعمق 58 كم شرق القناة وتضم القوة المصرية العسكريه الضاربه الجيش (الثاني – الثالث) الميداني.
– المنطقة (ب) وتقع شرق المنطقة (أ) وتمتد حتى حدود العريش و تتواجد بها قوات حرس حدود والشرطة المدنية.
– المنطقة (ج) المنطقة المحاذية مباشرة للحدود مع العدو الإسرائيلي وقطاع غزة وخليج العقبة تشمل شرم الشيخ وطابا ورفح ونويبع ولا يوجد بها اي تواجد عسكري للجيش المصري.
– المنطقة (د) داخل الجانب الإسرائيلي بعمق 3 كم شرق الحدود مع مصر يسمح لإسرائيل بتواجد قوات محدودة بها.
وأشار العقيد حاتم صابر إلى أن الاتفاقية انهارت بالتدريج بعد أن تظاهر العدو بعدم قدرته على السيطرة على تدفق الإرهابيين الدوليين عبر أنفاق غزة لقتال الجيش المصري فيما بعد أحداث ٢٥ يناير، وجلس في مقعد المشاهد والداعم الخفي للتنظيمات التكفيرية والإرهاب العابر للحدود لاستنزاف قدرات الجيش المصري في حرب غير نمطية ومحاولة استقطاع مثلث رفح الشيخ زويد العريش لإعلان قيام دولة (المتمردين) تمهيداً لتهجير سكان قطاع غزه لها وتصفية القضية الفلسطينية والاستيلاء على أراضيها.
ولفت إلى أن مصر سحقت الإرهاب وانقلب السحر على الساحر وأعادت تمركز قواتها الضاربة في كافة مناطق سيناء(أ- ب-ج)، وأصبحت على خط المواجهة مع العدو وجعل حسابات ميزان القوى في صالح الدولة المصرية التي عززت من قدرتها التسليحية بشكل غير مسبوق وتستغل طبوغرافية الارض لصالحها.
محددات الطبوغرافيا العسكرية والتسليح كعنصر حاكم للصراع مع الكيان المحتل
تحدث العقيد حاتم صابر أيضا عن محددات الطبوغرافيا العسكرية والتسليح كعنصر حاكم للصراع مع الاحتلال الإسرائيلي قائلا:
أولاً : مسرح العمليات التكتيكي
الطبوغرافيا هي مصطلح عسكري يعني “علم دراسة الأرض”، وهي تُمثل العنصر الأكثر حسماً في أي مواجهة عسكرية في الحروب فبالنسبة لإيران أو تركيا، يفتقدا الاتصال البري المباشر مع العدو الاسرائيلي و يجعل خيار الحرب البرية مستحيلاً معها ويفرض عليها أن يكون اتجاه المجهود الرئيسي يعتمد فقط على الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهي قدرات يمكن تحييدها عبر الدفاعات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، أو إسقاطها أثناء عبورها أجواء محايده فضلا عن ان الطلعات الجويه لا تحسم معركة عسكريه مطلقاً.
وبالنسبة للمواجهة مع مصر، فالوضع مختلف شكلاً وموضوعاً نظراً لأن خط الحدود المباشر الذي يفصلها عن العدو يبلغ طوله أكثر من 200 كيلومتر مما يجعل القوات البرية والمدفعية المصرية عنصر ردع لا يمكن تحييده.
ثانيًا: القدرات العسكرية المصرية المؤثرة
القوات البرية والمدرعات
مصر تمتلك نحو 4 آلاف دبابة “تقريباً” وعشرات الآلاف من العربات المدرعة.(المعلن في المصادر العلنيه)
القوة البشرية العاملة
تقدر بحوالي (نصف مليون) مقاتل (المعلن)مع احتياطيات تعبوي مرعب وصادم (رقم غير معلن).
المعركة البرية
سيتم فيها التوغل الي عمق دفاعات العدو الإسرائيلي و لا يتطلب سوى ساعات قليلة، وهو زمن لا يسمح لها بصد الهجوم.
معارك المدفعية الثقيلة
من الخبرة العسكرية السابقه خلال حرب أكتوبر 1973 ورغم امتلاك مصر لمدافع قديمة أمطرت القوات المصرية مواقع العدو بـ 10,500 قذيفة في الدقيقة الأولى بوزن إجمالي يقترب من 3 آلاف طن من الذخائر و استمر التمهيد النيراني للمدفعية لمده تجاوزت ال ٥٣ دقيقه كأطول تمهيد نيراني في تاريخ الحروب الحديثة ☝️و اليوم تمتلك مصر أحدث أسلحة المدفعية القادرة على تغطية العمق الإسرائيلي بالكامل حتى حيفا والجولان (رقم ونوعية التسليح غير معلن).
للتوضيح :-“دانات المدفعية غير قابلة للاعتراض سواء بالقبة الحديدية أو بأي منظومة دفاعية أمريكية”.
معارك القوات الجوية والمدفعية الصاروخية
المقاتلات المصرية ذات السيادة الجويه اعادت تمركزها في مطارات سيناء (العريش )مما يجعل زمن الوصول إلى” تل أبيب – حيفا – يافا- ايلات) لا يتعدى دقائق معدودة و أقصر من زمن استجابة الإنذار المبكر الإسرائيلي.
الصواريخ الباليستية والتكتيكية المصرية تضع جميع المدن الإسرائيلية تحت التهديد المباشر.
معارك الدفاع الجوي
تم إعادة تمركز قوات الدفاع الجوي الصاروخية في سيناء بالمناطق(أ-ب-ج)مما يسهل لها ان تستهدف المطارات والقواعد الجويه للعدو ما يعني إمكانية الاشتباك و إسقاط الطائرات الإسرائيلية فوق قواعدها مع استهداف مدرجات الهبوط بها بسهولة.
معارك القوات البحرية
البحرية المصرية سبق و أن فرضت حصاراً ناجحاً على إسرائيل في البحر المتوسط عام 1973 قادرة اليوم وطبقاً لمنظومة تسليحها المتطوره على تكرار السيناريو بقدرات أحدث وأكثر تنوعاً (غواصات حديثة، فرقاطات، صواريخ سطح-سطح بعيدة المدى)(بماهو معلن وغير معلن).
الحصار بحري الساحق سيعزل إسرائيل عن خطوط الإمداد البحرية، ويجبر الولايات المتحدة على الاعتماد على الجسر الجوي بتكلفة عالية وقدرة محدودة.
ثالثًا: الأبعاد السياسية والاقتصادية
مصر نجحت كدولة في ربط مصالح قوى كبرى مثل (روسيا، الصين، أوروبا والهند) باستقرارها الداخلي مما سيجعل أي عدوان على مصر سيعني تلقائياً تهديد استثمارات بتريليونات الدولارات فضلا عن تهديد مصالحها الاستراتيجيه في منطقه الشرق الاوسط الهادف للحد من النفوذ الامريكي ما يدفع هذه القوى إلى معاداة الطرف المعتدي.
استخدام إسرائيل للسلاح النووي
يظل (خياراً انتحارياً) لأنه يعني زوال (8 ملايين إسرائيلي) من الوجود، لتوابعه الكارثيه عليها والانهيار الكامل للدولة العبرية المزعومة و اختفائها من المشهد ليوم الدين ليتحقق معها نبؤتهم و تخاريفهم التلمودية بزوالهم كل ثمانين عام .
رابعًا: الخلاصة الاستراتيجية
إسرائيل يمكنها ضرب إيران أو تركيا او دول الخليج بأمان نسبي لأن الطبوغرافيا العسكرية للأراضي العربية التي تحتلها اسرائيل تحميها وتمنحها وقتاً للإنذار والتصدي بينما طبوغرافية الأراضي المصرية تتحول إلى العدو الأول لإسرائيل إذ تقف المدن والقواعد الإسرائيلية على مسافة دقائق من نيران المدفعية المصرية والطيران والصواريخ.
دخول مصر في مواجهة مباشرة مع العدو الاسرائيلي يعني انتحاراً للكيان المزعوم وهو ما يفسر لنا بوضوح لماذا يركز العدو وأذنابه المنحطة على حروب (الجيل الرابع) ومحاولات تفجير الداخل المصري بدلًا من الصدام العسكري.
واختتم العقيد حاتم صابر قائلا: إن التهديد الحقيقي لمصر ليس عسكرياً مطلقاً بل الخطر الداهم عليها يكمن في (حرب المعلومات)التي تستهدف بشقيها (العمليات- الحرب) النفسية كل فئات المجتمع المصري البطل الصامد عبر التاريخ، مشددا على أن الحفاظ على الجبهة الداخلية متماسكة هو الضمانة الأولى لبقاء ميزان الردع في صالح مصر القاهرة ومنع العدو من تحقيق ما عجزت عنه الطبوغرافيا العسكرية حال المواجهة المباشرة معه.