أكد الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، أن اتفاق شرم الشيخ جاء ثمرة رحلة طويلة من الآلام والجراح والتفاوض الدؤوب الذي قامت به مصر بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وبدعم عربي ودولي واسع.
وأوضح “هلال” خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج “بالورقة والقلم” المذاع عبر فضائية “TeN”، مساء السبت، أن مصر تفهم الشعور بالخطر الإسرائيلي بحكم كونها دولة جوار، مشيرًا إلى أن بعض الدول في المنطقة لم تكن موجودة عام 1948، لكنها باتت اليوم مقتنعة بأن الوجود الإسرائيلي يمثل خطرًا حقيقيًا على استقرار المنطقة.
وأشار إلى أن المعاهدات والقواعد العسكرية الأمريكية لم تكن كافية لحماية بعض الدول الخليجية وهذا ما حدث بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُعلن أن أي عدوان على دولة قطر سيُعد عدوانًا على الولايات المتحدة، ما دفع السعودية إلى التوجه نحو باكستان لتوقيع شراكة عسكرية معها نظرًا لكونها دولة نووية.
وأضاف أن رفض مصر القاطع لمسألة التهجير وضرب إسرائيل لقطر كانا من نقاط التحول الرئيسية في تفكير الإدارة الأمريكية آنذاك، مؤكدًا أن جميع الدول المانحة عربيًا ودوليًا، أعلنت أنها لن تدفع مليمًا واحدًا قبل الوصول إلى اتفاق واضح ومستدام.
وختم الدكتور هلال حديثه بالتعبير عن تفاؤله بالمستقبل، مشددًا على أن كل بند من بنود اتفاق شرم الشيخ يتطلب مفاوضات شاقة للوصول إلى حلول وسط، وأن كل كلمة في نص الاتفاق كانت محل نقاشات ومباحثات دقيقة للوصول إلى صيغة توافقية بين الجانبين الإسرائيلي وحركة حماس.
وجود ترامب ضمانة لتنفيذ اتفاق شرم الشيخ وهذا ما حرصت مصر عليه
أكد الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، أن الضمانة الأساسية لتنفيذ اتفاق شرم الشيخ تتمثل في وجود الولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن أحد أبرز الأخطار التي تواجه الاتفاق هو احتمال فقدان الرئيس الأمريكي اهتمامه بالقضية.
وأوضح “هلال” خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج “بالورقة والقلم” المذاع عبر فضائية “TeN”، مساء السبت، أن القيادة المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي حرصت على مشاركة ترامب في مراسم توقيع الاتفاق لضمان استمرارية الاهتمام الأمريكي بالملف، وتعزيز الالتزام الدولي ببنوده.
وأضاف أن الدور العربي المتكاتف كان له أثر كبير في إنجاح مسار الاتفاق، مشددًا على أهمية عدم حدوث أي انقسام عربي أو فلسطيني قد يعرقل تنفيذه.
وقال إن الفصائل الفلسطينية وحركة حماس تصرفت بمسؤولية وحكمة خلال المفاوضات، معربًا عن أمله في أن يستمر هذا النهج وأن يتم التوافق مع السلطة الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
واختتم هلال تصريحاته بالتأكيد على أن نجاح اتفاق شرم الشيخ مرهون بتماسك الجبهة العربية واستمرار الالتزام الأمريكي والعالمي بدعمه وتنفيذه، معتبرًا أنه يمثل فرصة تاريخية لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.
وقال الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر اتبعت سياسة ثابتة بلورها بيان لمجلس الأمن القومي المصري صدر يوم 14 أكتوبر 2024 ووضع الأسس والمبادئ لهذه السياسية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأضاف “هلال” خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج “بالورقة والقلم” المذاع عبر فضائية “TeN”، مساء السبت، “وهي مبادئ وأسس تستند إلى العدل والقانون الدولي وحق الشعوب في تقرير المصير وحق الشعوب في إعادة تعميرها وتوفير الأمن والسلام لجميع الشعوب في المنطقة”.
وتابع “ورغم تطور الأحداث ورغم أنه قيل أشياء شريرة عن مصر وعن رئيس مصر وأنها على استعداد للمساواة مقابل مبلغ مالي ضخم لإخراجها من أزمتها الاقتصادية ولكن استمرت مصر في موقفها الثابت واتخذت الإجراءات ووقفت بعشرات ومئات الدبابات تدافع عن حدودها”.
العالم اليوم يسمع إلى مصر بعد الوصول لاتفاق شرم الشيخ
فتح الإعلامي نشأت الديهي، النار على جماعة الإخوان والإعلام المنتمي لها، بعد هجومهم المستمر على مصر ومحاولة تصوريها على أنها السبب في حصار وتجويع الشعب الفلسطيني.
وقال “الديهي” خلال تقديم برنامجه “بالورقة والقلم” المذاع عبر فضائية “TeN”، مساء السبت، “الإخوان كانوا يستغلون قميص غزة وكأنهم حماة الحماة، وهم يجلسون في تركيا وأوروبا وهدفهم هو محاولة توجيه الأنظار بعيدًا عن مرتكب الجريمة الحقيقي في تل أبيب ومحاولة خلق جو مثالي لنتنياهو لأن يكمل جريمته”.
وأضاف “هذا ما قام به الإخوان على مدار عامين في حق الوطن وفي حق فلسطين، المعركة كانت واضحة أشركوا بالله وأشركوا بالوطن آذوا الله ورسوله وشوهوا الدين، هذه هي كلماتهم وأعمالهم التي تهدف إلى الهجوم والتشكيك ولكن إرادة مصر ونبل وشرف الدولة المصرية كانت منذ اللحظة الأولى لهم بالمرصاد”.
وتابع “نحن آمنا بوطننا وآمننا بمكانتنا وقمنا وأجهضنا كل المؤامرات، وكانت لنا بالمرصاد محاولات ممنهجة لتشويه إعلامك ومؤسساتك على مدار الساعة، حتى هذه اللحظة العالم من أقصاه لا يسمع إلا مصر عندما تتكلم واليوم الوصول إلى الاتفاق هو نتاج للشرف والتحرك الشريف ونتاج للإخلاص والقوة”.
وأردف “كانت مصر اليوم هي مسار حديث وترقب العالم كله واليوم نجحت مصر بعد مرور عامين كاملين بعد محاولات مستميتة من الأطراف المتقاتلة لعدم الوصول إلى اتفاق ومحاولات ابتزاز مصر وقالت لا للتهجير ولا للمرور المجاني لقناة السويس ولا لتصفية القضية”.