السيناريوهات الإسرائيلية لن تنتهي، والاحتلال قد وضع أكثر من خطة لتنفيذ مستهدفاته الاستعمارية في تفريغ قطاع غزة ونقل بؤر الصراع خارجه، حيث قام الاحتلال بعملية محكمة اغتال خلالها صالح العاروري، نائب رئيس مكتب حماس السياسي واثنين من قادة كتائب القسام في هجوم بطائرة مسيرة استهدفت أحد المباني بالضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت.
جيش الاحتلال كان قد أعلن من قبل أنه مع بداية العام الجديد سوف يطلق المرحلة الثالثة من خطته في الهجوم على غزة، وذلك بعد استنفاذ المرحلتين الأولى والثانية لأهدافهما عبر حرب الإبادة المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي، والتي اقتربت من 90 يوما لتجعل منها الأسوأ منذ اندلاع الصراع العربي الإسرائيلي قبل 7 عقود.
المرحلة الأولى من النزاع شهدت غارات جوية وبرية وبحرية مكثفة على مدار الساعة، في حين شهدت المرحلة الثانية اجتياحا بريا كثيفا لم يشهد له القطاع مثيلا من قبل، والمرحلة الثالثة وفقا لما أعلنته هيئة البث الإسرائيلية من قبل، فإنها تعتمد على الاقتحامات والعمليات المركزة والاغتيالات وتصفية قادة حماس في عمليات نوعية خارج غزة.
الخارجية الفلسطينية أطلقت تحذيرات صباح أمس من خطورة ما تقوم به إسرائيل حيث تحشر سكان قطاع غزة في مساحة ضيقة جدا لإجبارهم على النزوح والتدافع نحو الجنوب تجاه الحدود تحت القصف المستمر والاستمرار في المجازر البشرية، مطالبة بإجراءات دولية عاجلة للضغط على إسرائيل لوقف الحرب على غزة ومخططات التهجير.
إسرائيل مستمرة في غيها وجبروتها عبر تعميق جرائم النزوح القسري ضد مليوني فلسطيني في القطاع أغلبهم أصبح في مناطق الجنوب التي باتت الأعلى كثافة على مستوى العالم، في ظل استهداف النازحين في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
في سياق متصل، كشفت ورقة بحثية خلال المنتدى الاستراتيجي العربي 2024 المنعقد في دبي، عن حجم الخسائر التي يتكبدها الشرق الأوسط جراء الحرب في غزة، أن التكاليف المباشرة للصراع تقدر بأكثر من تريليون دولار منذ بدأ الصراع قبل 70 عاما، في حين بلغت الخسائر الاقتصادية والاستثمارية غير المباشرة جراء هذه الحرب مبلغا مماثلا، وقد تجاوزت الحصيلة الإجمالية للضحايا من الفلسطينيين والعرب منذ 1948 حتى الآن الـ105 آلاف شهيد، في حين تكبدت إسرائيل نحو 25 ألف قتيل.
ووفقا لدراسة أعدتها مؤسسة راند«rand»، للبحوث والتحاليل فان التسوية الدائمة بين طرفي الصراع تؤدي إلى تحقيق مكاسب مالية بقيمة 219 مليار دولار بحسب أسعار 2023 على مدى عشر سنوات من خلال تطوير قطاعي السياحة والتمويل.
باختصار.. الحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يجب أن يفرض من الخارج، والسلام لن يتم بشكل دائم إلا إذا انخرط المجتمع الدولي لتحقيقه وفقا لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب يوريل – مساء الأربعاء- بمشاركة الولايات المتحدة والأوروبيين والعرب.
تبقى كلمة.. وقف الحرب أصبح ضرورة عاجلة، فمازال الطريق طويلا وإعادة أعمار غزة المنكوبة تحتاج وفقا للتقارير الرسمية إلى أكثر من 50 مليار دولار، حيث أن 60% من المنازل و69% من المدارس قد تم تدميرها، في حين تعطلت 80% من المستشفيات بسبب استهداف الآلة الحربية الإسرائيلية والأرقام مرشحة للارتفاع في ظل توسيع العمليات العسكرية.
وفي حال توسيع بؤر الصراع خارج غزة، فإنه سيؤدي حتما إلى مضاعفة التكلفة بشكل مخيف سيكون ذات مردود سلبي على المنطقة كلها ويمتد أثاره إلى العالم أجمع.