في خطوة نوعية نحو تعزيز الاقتصاد الرسمي والحفاظ على التراث العمراني، افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، مشروع تطوير وإعادة تأهيل سوق العتبة التاريخي بوسط القاهرة، ليتحول أحد أقدم وأشهر الأسواق العشوائية إلى مركز تجاري حضاري متكامل.
ويأتي هذا الافتتاح تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعادة إحياء المناطق التاريخية وتحويل الأسواق العشوائية إلى مراكز حضارية منظمة، مع الحفاظ على طابعها المعماري المميز.
الأهداف والرؤية (رؤية مصر 2030)
أكدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، أن المشروع يحقق عدة أهداف استراتيجية:
- دمج الأنشطة غير الرسمية: تهيئة بيئة تجارية آمنة وحضارية تدعم دمج 473 مستفيدًا في الاقتصاد الرسمي.
- رفع القيمة الاقتصادية: زيادة القيمة الاقتصادية والاستثمارية لوسط القاهرة، بما يتوافق مع “رؤية مصر 2030”.
- الحفاظ على الهوية: الحفاظ على الطابع التراثي والمعماري للمنطقة، ليمثل السوق نموذجًا حضاريًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة.
تفاصيل الإنجاز الفني والتكلفة
أوضحت الوزيرة أن المشروع، الذي نفذه جهاز تعمير القاهرة الكبرى بالتنسيق مع التنسيق الحضاري، بلغت تكلفته الإجمالية 50 مليون جنيه (بخلاف المرافق)، وتم تمويله من وزارة التنمية المحلية.
وقدم الدكتور سعيد عبد الخالق، المشرف على المشروع، عرضًا شاملًا لأبرز مكونات التطوير:
- النطاق الجغرافي: شمل التطوير ثلاثة شوارع رئيسية بإجمالي أطوال 321 مترًا، مع تخصيص ممر رئيسي بعرض 4 أمتار لمرور سيارات الطوارئ والمشاة.
- الواجهات والمنشآت: تحسين واجهات 105 محلات تجارية، وترميم ورفع كفاءة 4 عقارات ذات طراز معماري متميز، وتجديد 11 عقارًا مطلًا على السوق.
- البنية التحتية والمظهر: الانتهاء بنسبة 100% من شبكات المرافق (صرف صحي، مياه، كهرباء، اتصالات)، ورصف الأرضيات بالإنترلوك.
- عناصر السلامة: تركيب مظلات مقاومة للحريق تسمح بالإضاءة الطبيعية، ومنظومة متكاملة من كاميرات المراقبة لتعزيز الأمن والسلامة.
ردود فعل المستفيدين وتوجيهات رئيس الوزراء
خلال جولته التفقدية، التقى رئيس الوزراء بعدد من الباعة الجائلين والمستفيدين، الذين عبروا عن سعادتهم بالنتائج:
نقلًا عن أحد الباعة: “مكناش نحلم بحاجة زي كده.. ونشكر سيادة الرئيس وجميع المسئولين في الحكومة على الأعمال اللي تمت.”
وفي ختام جولته، وجّه الدكتور مدبولي رسالة مباشرة للباعة والمستفيدين، مؤكدًا على دورهم المحوري في استدامة هذا الإنجاز: “أنتم أهم عامل في مسألة الحفاظ على المشروع، وأنتم المستفيدون منه فحافظوا عليه.”
ويُعد تطوير العتبة نموذجًا رائدًا تتطلع الحكومة لتطبيقه في شوارع ومناطق تراثية أخرى، ليعيد إلى قلب العاصمة بريقه التاريخي في ثوب حضاري معاصر.












