كشف الدكتور حسين كمال، مدير ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير، أن الدرع الجلدي والنسيجي الخاص بالملك توت عنخ آمون يعد من أندر القطع الأثرية التي تم ترميمها في مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير، مشيرًا إلى أن الدرع يمثل النموذج الوحيد المعروف في الحضارة المصرية القديمة المصنوع من النسيج والجلد.
وأوضح “كمال”، خلال لقاءه مع الإعلامي محمود الشريف، ببرنامج “مراسي”، على شاشة “النهار”، أن القطعة خضعت لدراسات وتحاليل دقيقة استمرت نحو تسعة أشهر، استخدمت خلالها أحدث تقنيات الميكروسكوبات لتحديد أماكن التثبيت الأصلية وشكل النسيج، مؤكدًا أن الفريق المصري نجح في إعادة تركيب الدرع بعد أن كان في حالة تفتت شبه كامل.
وأضاف أن الدرع لم يكن طقسيًا أو جنائزيًا كما كان يُعتقد، بل تم التوصل من خلال التجارب العملية إلى أنه كان يُستخدم فعليًا في الحروب والاحتفالات، إذ أظهرت اختبارات المحاكاة الحديثة أن الدرع كان قادرًا على صد السهام والرماح من مسافة تصل إلى مترين دون اختراق، ما يدل على تقدم كبير في تقنيات صناعة الدروع في مصر القديمة قبل العصور الحديدية.
وأشار إلى أن فلسفة الترميم في المتحف لا تقتصر على الحفاظ على الأثر ماديًا فقط، بل تهدف أيضًا إلى كشف المعلومة العلمية والحضارية الكامنة وراء كل قطعة، مؤكدًا أن عرض الدرع الآن في قاعات الملك توت عنخ آمون يفتح بابًا جديدًا لفهم الجانب الحربي والتقني في حياة الملك الشاب الذي توفي في عمر مبكر لكنه ترك إرثًا حضاريًا خالدًا.
مبادرات تعليمية وثقافية للمدارس.. إعلامي يقترح
ومن جانبه، اقترح الإعلامي محمود الشريف، إطلاق برنامج تعليمي باسم “احكي لي عن المتحف” بالتعاون بين وزارات التعليم والثقافة والسياحة، لتشجيع طلاب المدارس والجامعات على التعرف إلى معروضات المتحف، موضحًا أن دمج اللغة الهيروغليفية والمقتنيات الأثرية في المناهج الدراسية سيعزز الانتماء الوطني ويغرس حب التراث لدى الأجيال الجديدة.










