هل تتحول بيروت إلى المحطة التالية في الصراع العربي الإسرائيلي؟ الاحتلال يعمل وفق خطة لتحقيق حلمه الأكبر وإقامة دولته المزعومة، وفي الوقت ذاته ينقل بؤرة الصراع من غزة إلى بيروت لتوسيع الدائرة، ومن ناحية أخرى استغلال التأييد الأمريكي والأوروبي الأعمى والصمت العالمي وتواطؤ بعض العرب والمسلمين ليكتسب مزيدا من التعاطف الدولي بحجة أنه يدافع عن وجوده ويأمن حدوده.
في الوقت الذي تئن فيه غزة من حرب الإبادة الشاملة التي تتعرض لها بدأت الحرب تدق طبولها في جنوب بيروت بين اليهود وحزب الله ومن خلفه إيران، مما ينذر بشرارة اندلاع حرب قد تكون شاملة في المنطقة وتزيد بالطبع القلاقل وتهدد الاستقرار والسلم في الشرق الأوسط، الذي سوف ينعكس بالضرورة على استقرار العالم أجمع.
نظرية الحدود الملتهبة وإشعال المنطقة سوف يحدث زلزالا تمتد أثاره إلى العديد من الدول، والأهم من ذلك أنه سوف يدخل المنطقة كلها في أزمات اقتصادية جديدة تزيد حياة الملايين في الوطن العربي شقاء، كما تزيد الاحتقان بسبب ارتفاع الأسعار واختفاء السلع وزيادة الدولار جبروتا وصعودا لا يتوقف على حساب العملات المحلية.
فتح بؤرة صراع جديدة مع حزب الله تتزايد خاصة بعد تصريحات مسؤولون إسرائيليون أن الجيش أعد خطة لاجتياح الأراضي اللبنانية، ومن غير المستبعد أن يعلن عن الحرب في أي وقت، وتعزز زيادة القصف الصاروخي للجيش الإسرائيلي ليلتي الخميس والجمعة هذا التوجه بإلقاء القنابل الحارقة على المناطق المتاخمة للخط الأزرق في أطراف بلدتي النافورة وعلما الشعب.. كما تم تسجيل حركات نزوح للمواطنين اللبنانيين خاصة بعد استهداف جيش الاحتلال للمنازل واستشهاد المدنيين وفقا لوكالة الإعلام اللبنانية الرسمية.
وكشفت مجلة الإيكونوميست تصاعد اندلاع حرب واسعة بين إسرائيل ولبنان مشيرة إلى أن مظليين تابعين لجيش الاحتلال ينتشرون على بعد مسافة قصيرة أعلى سطح الجبل المشجر جنوب السياج الحدودي في عشرات من المعسكرات المموهة.. وعلى الرغم من تأكيدات إيران وحزب الله أنه لا رغبة لديهما في التصعيد، إلا أن مغامرات جيش الاحتلال وجبروته قد يشعل الحرب الشاملة في أي لحظة.
باختصار.. إسرائيل اغتالت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري وأخرين في الجنوب اللبناني بهدف استدراج حزب الله للحرب وتوسيع بؤرة الصراع من غزة إلى الجنوب اللبناني، والأمر لن يتوقف عند هذا الحد، ولن توقف إسرائيل استفزازها لدول الجوار الأمر الذي ينبأ بصراع إقليمي أكبر في ظل انهيار الحواجز التي تمنع التصعيد.
تبقى كلمة.. رغم حرب الإبادة والمجازر التي يقوم بها الاحتلال في غزة منذ السابع من أكتوبر وحتى يومنا هذا على مدار 90 يوما تقريبا، والذي راح ضحيته 22 ألف و438 شهيدا بينهم 9 آلاف طفل و6450 امرأة، وقرابة 57 ألف و614 جريحا وأكثر من 7 آلاف مفقود، إلا أن الغزيين «مقاومة وشعب» أذهلوا العالم بصمودهم رغم خسائرهم الأعلى على مستوى الصراع منذ أكثر من 7 عقود، ومازالت المعركة مستمرة وتواصل المقاومة عملياتها القتالية الشرسة، الأمر الذي أجبر الاحتلال على البحث عن انتصارات خارجية فلفت الأنظار إلى الجنوب اللبناني.