استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية، اليوم الخميس، الرئيس “لي جاي ميونغ” رئيس جمهورية كوريا والسيدة قرينته في زيارته الأولى لمصر، والتي تتزامن مع احتفال البلدين بمرور ثلاثين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن مراسم الاستقبال الرسمية تضمنت استعراضاً لحرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين، وأعقبتها جلسة مشاورات مغلقة ثم جلسة موسعة بين وفدي البلدين.
أكد الرئيس السيسي أهمية دفع العلاقات الثنائية لتصل إلى مستوى الشراكة التعاونية الشاملة، مشيداً بالتجربة التنموية الكورية ومعرباً عن تطلع مصر لزيادة حجم أعمال الشركات والاستثمارات الكورية، خاصة في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وصناعة السيارات، وبناء السفن، والذكاء الاصطناعي، والبتروكيماويات والتعدين، مع التركيز على توطين هذه الصناعات داخل مصر والاستفادة من الحوافز الاستثمارية المصرية.
ومن جانبه، أعرب الرئيس الكوري عن شكره لحفاوة الاستقبال، مؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون في جميع المجالات الحكومية وعلى مستوى الشركات، ومشيداً بالإنجازات المصرية الأخيرة مثل افتتاح المتحف المصري الكبير.
كما أشار الرئيس السيسي والرئيس الكوري إلى اتفاقهما على اتخاذ خطوات لتنفيذ المزيد من التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والاتصالات، وتشجيع قطاع الأعمال الكوري على تدشين مصانع في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بالإضافة إلى مناقشة مقترح إنشاء جامعة كورية متخصصة ومدارس كورية في مصر لتبادل الخبرات التعليمية. وقد شهد الرئيسان التوقيع على مذكرتي تفاهم في مجالي الثقافة والتعليم.
وتناولت المباحثات أيضاً القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث استعرض الرئيس السيسي جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة وقرار مجلس الأمن ذي الصلة، مؤكداً على الموقف المصري الثابت القائم على حل الدولتين كسبيل وحيد للسلام.
وثمّن الرئيس الكوري دور مصر المحوري في دعم الاستقرار بالشرق الأوسط وجهود الرئيس السيسي التي أفضت إلى وقف الحرب واستضافة قمة شرم الشيخ للسلام، مؤكداً تأييد بلاده لحل الدولتين وللجهود المصرية ذات الصلة وتطلعها للمشاركة في إعادة إعمار قطاع غزة مستقبلاً. كما تبادل الرئيسان وجهات النظر حول الأوضاع في المنطقة، وأكدا على ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الدول والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة لأزماتها، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تكثيف الجهود العالمية للتصدي للإرهاب ومكافحة الأوبئة ومعالجة آثار تغير المناخ.
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك، كرر الرئيس السيسي ترحيبه بالرئيس “لي”، مؤكداً أن العلاقات المصرية الكورية تشكل جسراً للتواصل الحضاري والثقافي ونموذجاً للتعاون الاقتصادي القائم على التكامل، ومعرباً عن تطلعه للعمل معاً لتحقيق الرخاء للشعبين الصديقين والبناء على ثلاثة عقود من النجاح المشترك، ومؤكداً استعداد مصر لتقديم كل التسهيلات للشركات والقطاعات الكورية المختلفة.









