أعلنت الحكومة الفرنسية حالة من التأهب ونشرت توصيات رسمية لمواطنيها للاستعداد لمواجهة عسكرية محتملة مع روسيا، وذلك في سياق دعوات رفيعة المستوى لتعزيز الجبهة الداخلية. أكدت وزيرة الدفاع الفرنسية، كاثرين فوتريان، ضرورة تحصين “الروح الدفاعية الوطنية” كقوة معنوية لا تُقهر، في أعقاب تصريحات صريحة من قائد أركان الجيش الفرنسي، الجنرال فابيان ماندون، الذي حث الفرنسيين على تقبّل فكرة “تحمل خسارة أبنائهم” في حال نشوب صراع أوروبي.
دليل “الجميع مسؤولون”: خطة البقاء لمدة 72 ساعة
في خطوة غير مسبوقة، أصدرت الحكومة الفرنسية دليلاً بعنوان “الجميع مسؤولون”، وهو موجّه للتوعية والتحضير لمواجهة الحروب والكوارث. أبرز ما جاء في الدليل هو التوصية بإعداد عدة طوارئ منزلية تكفي لمدة ثلاثة أيام (72 ساعة)، تشمل:
-
توفير 6 لترات من الماء لكل فرد.
-
تأمين طعام معلب وأدوية أساسية.
-
تجهيز راديو يعمل بالبطاريات ومصباح يدوي.
-
إضافة كتب وألعاب للتسلية.
تتزامن هذه الإجراءات مع تحضيرات لإطلاق خدمة عسكرية تطوعية، ضمن استراتيجية الرئيس إيمانويل ماكرون لتعزيز القدرة الدفاعية للبلاد.
“الخسائر الشخصية” على الطاولة: تصريحات عسكرية مثيرة للجدل
شدد الجنرال ماندون على أن قوة الروح الوطنية هي العامل الحاسم، محذراً من أن أي تردد في قبول الخسائر الاقتصادية أو الشخصية اللازمة لزيادة الإنتاج الدفاعي لمواجهة التهديد الروسي المتوقع بحلول عام 2030، سيضع فرنسا في خطر محدق. هذه التصريحات أشعلت انتقادات المعارضة، التي اتهمت الحكومة بالتحضير للحرب. ورغم محاولات الوزيرة فوتريان لتأكيد أن الكلمات أُخرجت من سياقها، إلا أن الهدف المعلن هو رفع الوعي الوطني لأقصى درجة.
سيناريو 2027-2030: الالتزام الحتمي للمادة الخامسة
يُعزز التقرير الاستراتيجي الوطني الفرنسي 2025 من حدة التوقعات، حيث يشير إلى ضرورة استعداد فرنسا لاحتمال تدخل عسكري كبير وعالي الكثافة في أوروبا بين عامي 2027 و 2030. كما يؤكد التقرير على الالتزام الحتمي بموجب المادة الخامسة لمعاهدة واشنطن، مما يعني أن أي هجوم روسي على أي دولة عضو في الناتو سيستدعي مشاركة ومساهمة القوات الفرنسية بشكل مباشر.
هل تود البحث عن ردود الفعل الدولية على هذه التحذيرات الفرنسية؟








