يُعدّ الموسيقار العالمي هلكوت زاهير قامة فنية استثنائية، ليس فقط في كوردستان والعراق، بل في الوطن العربي بأكمله. فعلى صعيد التلحين، اقترب زاهير من تحقيق رقم قياسي عالمي يُتوِّجه بالمرتبة الأولى، إذ أنَّ عدد ألحانه التي قدمها لفنانين مصريين وعرب وأكراد يشارف على الثلاثة آلاف لحن، وهو إنجاز هائل يضعه بجدارة في مصاف العمالقة الخالدين كبليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب، والذين يعيد زاهير إلى الذاكرة نشاطهم الإبداعي المتفجّر والتزامهم الحرفي في التعامل مع الفن.
الغناء صُدفة… فكان “كوكب” جديداً
رغم مسيرته اللحنية المظفرة، إلا أنَّ المفاجأة كانت في تحوّله الأخير واحترافه الغناء، الأمر الذي بدأ كصدفة بتقديم بعض الأغاني المصرية واللبنانية بصوته. لم يكن هذا التحول مجرد إضافة عابرة، بل كان بمثابة شرارة أشعلت قلوب محبيه.
كان للجمهور المصري نصيب الأسد في هذا الإعجاب؛ فقد خطف صوت هلكوت زاهير أسماعهم وأسر قلوبهم سريعاً، وطالبوه بالمزيد والمزيد. هذا العشق لمصر وفنانيها جعله يركز على تقديم الأغاني المصرية التي يغنيها “من القلب فتصل إلى القلب”، حتى أنَّ الكثيرين من المتابعين شبَّهوا صوته الجذاب بجمالية وإحساس صوت الفنان الكبير فضل شاكر.
تحية إلى نجاة الصغيرة وزيارة لمنزل العندليب الأسمر
لم تقتصر إبداعات زاهير الغنائية على إعادة الأغاني، بل كانت مليئة بالإهداءات والتعاونات المميزة:
إهداء إلى نجاة الصغيرة: كعاشق لفن السيدة نجاة، أهدى لها الموسيقار أغنية “ماذا أقول” بصوته، والتي لاقت تفاعلاً منقطع النظير، كما لحَّن للمطرب الكوردستاني ميرا علي، الملقب بـ “عندليب كوردستان”، أغنية “القريب منك بعيد”.
عنابي وتعاونات: شارك في غناء أغنية “عنابي” مع المطرب الشاب لوران محمد، وقدَّم أغنية “سالوني الناس” لفيروز، و*”أروح لمين”* بالتعاون مع المطربة لمياء جمال.
في حب حليم: قدَّم زاهير لجمهوره أغنيتي “تخونوه” و*”حاول تفتكرني”* لعبد الحليم حافظ، كما حرص على زيارة منزل العندليب الراحل والاجتماع بأسرته في زيارته الأخيرة لمصر، مؤكداً عمق احترامه للفن المصري الأصيل.
غزل النيل: أطرب جمهوره أيضاً بأغنية “إمتى الزمان يسمح يا جميل وأسهر معاك على شط النيل”.
“فاكر ولا ناكر”… سعاد حسني حاضرة في قلبه
بجانب هذا الزخم الغنائي واللحني، يمتلك هلكوت زاهير رصيداً فنياً يربطه بالزمن الجميل، حيث لحن واحدة من أجمل أغنيات الراحلة سعاد حسني وهي أغنية “فاكر ولا ناكر”. هذا الإرث يجعله يبتسم من قلبه بمجرد ذكر اسم “سندريلا الشاشة العربية”، مما يؤكد أنَّ فنه ينبع من أصالة ورقي الأجيال الذهبية.
إن هلكوت زاهير لا يقدم مجرد موسيقى أو غناء، بل يشعل ثورة فنية على منصات التواصل الاجتماعي، متخذاً من الحرفية، والجدية، والشغف، أساساً لعمله، مقدماً للمستمع العربي مزيجاً فريداً من عبقرية التلحين وروعة الأداء الصوتي الذي يعيد إلى الذاكرة زمن الطرب الأصيل.












