أدلى الموسيقار الكبير هلكوت زاهير برأيه حول فيلم “الست”، الذي يتناول سيرة كوكب الشرق أم كلثوم، مُشيدًا بنجاح الفيلم في تحقيق هدف هام، وموجهًا في الوقت ذاته انتقادات حول إغفاله جوانب فنية وشخصية محورية في حياة الفنانة الراحلة.
نجاح في التعريف بالجيل الجديد
أكد زاهير أن الفيلم نجح بشكل لافت في تعريف الشباب والجيل الجديد بفن وشخصية أم كلثوم العظيمة. كما أشار إلى الدور الريادي الذي أبرزه الفيلم لأم كلثوم في جمع التبرعات لصالح المجهود الحربي، مؤكدًا أهمية هذا الجانب الوطني في مسيرتها.
كما أعرب الموسيقار هلكوت زاهير، المعروف بتقديره العميق للموسيقى الشرقية والتراث العربي، عن إعجابه الشديد بالجهد المبذول في الفيلم، خاصة فيما يتعلق بالجانب البصري والموسيقي. وأشار في تصريحاته إلى النقاط التالية:
براعة منى زكي: أشاد زاهير بقدرة منى زكي على تقمص “روح” أم كلثوم وليس مجرد تقليد حركاتها، معتبراً أن تقديم شخصية بهذا الثقل الفني يتطلب شجاعة هائلة.
المعالجة الفنية: يرى زاهير أن المخرج مروان حامد نجح في تقديم صورة سينمائية تليق بمكانة “الست”، مشيراً إلى أن الفيلم لم يكتفِ بسرد السيرة الذاتية بل غاص في الجوانب الإنسانية والنفسية التي لم تكن معروفة للجمهور.
تحدي الألحان: بصفته ملحناً، أبدى زاهير إعجابه بكيفية تقديم الروائع الموسيقية لعمالقة مثل القصبجي، السنباطي، وبليغ حمدي داخل سياق درامي، مؤكداً أن الموسيقى التصويرية للفيلم كانت بمثابة “بطل خفي”.
أهمية الفيلم من وجهة نظر زاهير
يرى هلكوت زاهير أن فيلم “الست” يأتي في توقيت مثالي لإعادة ربط الأجيال الجديدة بتراثهم الفني، مؤكداً أن أم كلثوم ليست مجرد مطربة، بل هي رمز للهوية الثقافية العربية. كما أشار إلى أن الهجوم الذي قد يواجهه العمل هو أمر طبيعي عند التعامل مع “أيقونة” لا يتقبل البعض المساس بصورتها الذهنية.
إغفال تعاوُنات فنية مهمة
في المقابل، لفت الموسيقار الكبير إلى أن الفيلم أغفل جوانب مهمة وكثيرة من حياة أم كلثوم الفنية.
وكان أبرز ما أغفله الفيلم هو تعاوناتها الفنية مع عمالقة التلحين في العصر الذهبي للموسيقى العربية، مثل الموسيقار محمد الموجي والموسيقار بليغ حمدي.
ملاحظات على تصوير الشخصية
كما سجل المايسترو هلكوت زاهير عددًا من الملاحظات على طريقة تصوير الفيلم لشخصية أم كلثوم، منها:
التدخين: أشار زاهير إلى أن الفيلم أظهر أم كلثوم وهي تُدخن، بينما هو على علم بأن كوكب الشرق لم تكن تدخن في الحقيقة.
المزاج: أوضح زاهير أن الفيلم أظهر أم كلثوم وكأنها عصبية ومكتئبة، في تصوير قد لا يتفق مع جوانب أخرى من شخصيتها.
التفوق الفني: انتقد زاهير إغفال الفيلم الإشارة إلى فكرة تفوق أم كلثوم في بداياتها على الفنانة منيرة المهدية، التي كانت تُعد أهم مطربة في ذلك الوقت، ما يمثل جانبًا مهمًا في قصة صعودها.








