حذر الكاتب الصحفي محمود سليم، خبير في شئون الأمن القومي، من أن التحركات الإسرائيلية في القرن الإفريقي قد تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي العربي، وتنذر بمخاطر جديدة قد تطال عدة مناطق.
وأوضح سليم في تصريحات خاصة لموقع «الصورة الحقيقة»، أن هذه التحركات تأتي في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تغيرات جيوسياسية كبيرة، مع سعي إسرائيل لتعزيز حضورها في المناطق الاستراتيجية مثل القرن الإفريقي.
دوافع التحركات الإسرائيلية
عزا الخبير في شئون الأمن القومي هذه التحركات إلى أهداف متعددة، أهمها السعي لتوسيع التحالفات وبناء قواعد نفوذ جديدة تخدم المصالح الإسرائيلية على المدى الطويل، مضيفا أن إسرائيل تعمل على تعزيز وجودها في المناطق الحيوية التي تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة، مثل القرن الإفريقي، في إطار سعيها للهيمنة على المنافذ البحرية التي تعد شرايين حيوية للتجارة العالمية.
أشار إلى أن هذا التواجد لا يقتصر على زيادة الحضور العسكري والسياسي، بل هو جزء من صراع جيوسياسي أوسع يشمل السيطرة على مناطق حساسة، مما يهدد استقرار المنطقة بشكل مباشر.
تهديدات أمنية متوقعة:
أحد أبرز المخاوف التي أثارها سليم يتعلق بالتداعيات الأمنية لهذا التواجد الإسرائيلي في المنطقة. فقد حذر من أن تعزيز الحضور الإسرائيلي قد يؤدي إلى تقويض السيادة الصومالية، خاصة إذا حصل أي اعتراف بإقليم أرض الصومال كدولة مستقلة.
وأكد أن هذا الاعتراف قد يفتح الباب أمام مزيد من التفكك في دولة الصومال التي تعاني أصلاً من ضعف الحكومة وتفشي الفقر والعنف والجماعات المتطرفة، معتبرا أن دعم انفصال أرض الصومال قد يكرر سيناريوهات خطيرة مشابهة لما حدث في جنوب السودان، مما يؤدي إلى مزيد من الفوضى والاضطرابات في المنطقة.
تهديدات أخرى
أشار سليم إلى أن التصعيد الإسرائيلي في أرض الصومال قد يعزز الأنشطة الإرهابية وعمليات التهريب والقرصنة في البحر الأحمر، في ظل المواقع الاستراتيجية التي تسيطر عليها هذه المناطق مثل ميناء عَصَب في إريتريا، لافتا إلى أن إسرائيل قد تسعى إلى فرض سيطرة غير مباشرة على هذه الموانئ الاستراتيجية، وهو ما يتناقض مع شعاراتها المعلنة بشأن حل الدولتين واحترام السيادة الوطنية، بينما تشجع في الواقع على تفتيت الدول الأخرى.
موقف العالم العربي:
شدد سليم على ضرورة تبني موقف عربي موحد إزاء هذه التطورات في القرن الإفريقي، محذرًا من أن التحركات الإسرائيلية تتناقض مع ميثاق الاتحاد الإفريقي الذي ينص على احترام الحدود الموروثة عن حقبة الاستعمار، كما تتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تدعو إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ودعا سليم الدول العربية إلى اتخاذ موقف حاسم تجاه هذه التحركات، محذرًا من أن الصمت العربي قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة ككل، ويؤدي إلى تحركات إضافية تهدد الأمن القومي العربي.
وتشهد منطقة القرن الإفريقي تحركات استراتيجية معقدة تتداخل فيها مصالح القوى العالمية الكبرى، خاصة في ظل التنافس على النفوذ الإقليمي والتحكم في الممرات البحرية الحيوية.
ويتزايد التواجد الإسرائيلي في إقليم أرض الصومال، بعد الاعتراف بها كدولة مستقلة، ما يعتبره الخبراء خطوة غير متوقعة لكنها ليست جديدة بالكامل، إذ يعود التواجد الإسرائيلي في المنطقة إلى تسعينات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين، شهد هذا التواجد تصاعدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، في إطار سعي إسرائيل لتعزيز نفوذها الإقليمي والدولي.











