جنون نتنياهو.. عندما تقع عيناك على بعض الصور حول الحرب على غزة، نكاد نجزم أنك ستسمع أنينها وصراخها، ستصاب بالهلاوس والجنون، لن تجد أسئلة لتطرحها بحثًا عن أية إجابات، العقل سيتوقف وسيعجز عن أية تفسيرات أو ثمة حتى تفكير تحليلي لما تراه من جرائم هي أكبر من أن وتوصف بالوحشية.
كيف لإنسان ألا يتحرك قلبه لحظة وهو يرتكب جريمته الشنعاء هذه بإنسان مثله؟، كيف يتفنن في آليات القتل ويتنقل بين ألوانها وأشكالها، ويلتذذ بها هكذا؟، هل يرى القاتل جريمته أو حتى صورة أو مقطع فيديو لها بعدها؟، بالطبع يراها حية ويراها بعدها، ولكن ثمة خلل لا يمكن تفسيره، حالة جنون وهلاوس وفقدان للعقل تصيب الجميع، فاعل ومفعول به، الاثنين عقلهما بات غير موجود، الأول فقد كل مقومات الإنسانية والعقلانية، والأخير لم يستوعب عقله ما يحدث!.
بالبحث عن الصورة الحقيقية لتلك الجرائم.. وجدنا ثمة شيء قد يساعدنا في محاولات الفهم التي نجريها، لربما يمكن أن نصل إلى حل.
جنون نتنياهو والحرب على غزة!
على مدار التاريخ، ويقف العالم عاجزًا عن جنون الاحتلال الإسرائيلي في جميع مجازره ومكائده في شتى ربوع الأرض، الأمر أكبر من أن يكون بحثًا عن المصالح وتحقيق الأطماع، فالطريقة التي تُنفذ بها الخطط والأجندات أبشع من تقطيع لحم فريسة بأنياب الضبع المسعورة، لا يمكن لفيلم سينمائي يتحدث عن الرعب أن يصف بشاعتها ويلمس أحاسيسها.
آخر تلك المجازر، بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، حيث استشرى جنون رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وراح يرتكب هو وجنوده مجازرًا كبيرة في قطاع غزة، فكان من قواته من هو مثله، ومنهم من جن جنونًا آخر، لم يستوعب أن يفعل ذلك بيده في إنسان مثله، وهذا موثق بمقاطع فيديو لجنود يهاجمون نتنياهو في معسكراتهم أثناء زيارتهم لهم، وحتى الآن لم نعرف مصير هؤلاء!.
الحديث عن جنون نتنياهو لن يكون من هنا، لكن سنبدأ بقصة طبيبه النفسي الذي انتشر خبر انتحاره سريعًا, وعاد من جديد في أوائل نوفمبر الماضي عبر تقارير إعلامية، لكن هذا لا يُمكن أن يكون دليل براءة لنتنياهو من جرائمه البشعة، وإنما يؤكد أنه مع وجود من حوله وكل الداعمين له، أن الصهيونية مرض جنوني استشرى بين الجذران فكثروا وتكاثروا ومن ثم كان ما يُسمى بالاحتلال الإسرائيلي.
مذكرات الطبيب النفسي المعالج لـ نتنياهو
اسمه موشيه ياتوم ميتا، طبيب نفسي متخصص، ونتنياهو كان أحد حالاته التي تذه إليه لإجراء جلسات العلاج.
بحسب التقارير الإعلامية، فإنه تم العثور على الدكتور موشيه ياتوم ميتا في منزله في تل أبيب متأثرا بجراحه بطلق ناري ورسالة تحمل نتنياهو المسؤولية، وفقاً لما نقله موقع “globalvillagespac وذلك في عام 2010.
بحسب مذكرات ياتوم، فإنه حاول علاج نتنياهو لمدة 9 سنوات، ولكن على العكس فشل الطبيب في العلاج، ودوّن ذلك في رسالته أو مذكراته بما يُدعى “شلال الأكاذيب”، مشبهًا طريقة تفكير نتنياهو بـ “الثقب الأسود من التناقض الذاتي”، مشيرًا إلى أن رحلة العلاج بدأت بتأكيد نتنياهو الصادم على أن هجمات 11 سبتمبر على واشنطن ونيويورك كانت “جيدة”، مما ترك ياتوم في حالة من عدم التصديق، ثم مساواته بين إيران وألمانيا النازية، وذهب إلى حد وصف برنامج الطاقة النووية الإيراني بأنه “غرفة الغاز الطائرة”، في حين أشار إلى أن جميع اليهود كانوا يعيشون إلى الأبد في أوشفيتز، فضلًا عن تأكيده بأن الفلسطينيين أصلهم أردنيون.
يقول ما يكل ك.سميث الكاتب الذي انتقد سياسات نتنياهو في عدة مقالات، إنه جاء على لسان ياتوم الطبيب النفسي المعالج لنتنياهو في مذكراته: “لقد جاء بيبي عند الثالثة وادّعى أنّ منزلي هو منزله. حبَسني في القبو بينما كان يستمتع ببذخ مع أصدقائه في الطابق العلوي. عندما حاولتُ الهرب، وصفَني بالإرهابي ووضعني في الأغلال لقد توسّلت إليه أن يرحمني ويتركني، لكنه قال إنه من الصعب أن يمنحها (الرحمة) لشخصٍ لم يكن موجوداً من الأساس”… وهو نص يعود إلى يونيو 2010.
بعض المصادر الإعلامية أشارت إلى أن هذه القصة هي قصة وهمية اختلقها الكاتب سميث لتكون جزءً من رواياته ومقالاته حول جرائم نتنياهو ونقد الاحتلال الإسرائيلي.
على كلٍ فإن أفعال نتنياهو والاحتلال الإسرائيلي وحالة الجنون والمماسات العنصرية لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن أن تكون سترة نجاة من المحاكمة العادلة بتهمة الإبادة الجماعية التي تواجهها إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، لكن يمكن أن نستشف منها أن أكذوبتها بأن مصر هي السبب بامتناعها عن دخول المساعدات والإغاثات لأهالي غزة، هي استمرار لشلال الأكاذيب الذي تحدث عنه ياتوم وسميث، أو كما نقول في الأمثال الشعبية “يكذب الكذبة ويصدقها”.. ولكن مصر أكبر من تُلصق بها الاتهامات، والقاصي والداني أعقل من يُصدق هذه الهراءات، فالمجنون تحدث عن منع مصر دخول المساعدات وهو غير صحيح ولم يتحدث عن أصل المشكلة وهي الإبادة الجماعية الإسرائيلية لأهالي غزة!.. اديني عقلك.