رئيس المكتب السياسي لـ حماس يشيد بموقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين

تحدث إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ حركة حماس، عن تفاصيل الهدنة الإنسانية المعلنة بين حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي لمدة 4 أيام.

وأكد هنية خلال مداخلة هاتفية له في برنامج حقائق وأسرا المُذاع على شاشة قناة صدى البلد ويُقدمه الإعلامي النائب مصطفى بكري، أن الهدنة يتخللها تبادل للأسرى، وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية والطبية والوقود من معبر رفح إلى قطاع غزة.

فلسطين في قلب مصر

وجه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشكر إلى الشعب والقيادة المصرية والشعوب العربية وأحرار العالم على موقفهم الداعم للقضية الفلسطينية.

وأضاف هنية قائلًا: “هذا الانتصار جاء ثمرة لجهود المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني أمام العدوان الغاشم، الذى تصدى للعدوان لقرابة 50 يوما”.

وأردف إسماعيل هنية: نحن عبرنا عن شكرنا للقيادة المصرية والقطرية على جهودهم في التوصل إلى الهدنة، كما أننا على اتصال دائم مع الأخوة في مصر خاصة رئيس جهاز المخابرات المصرية، بالإضافة إلى القيادة المصرية، وكما أننا على تشاور دائم، خاصة أن معبر رفح هو المنفذ الوحيد لشريان الحياة لغزة من خلال إدخال المساعدات الإنسانية والطبية، كما أننا على مدار اليوم أجرينا اتصالات مع الأخوة المصريين من أجل إزالة أي معوقات لوصول المساعدات إلى قطاع غزة.

ونوه إسماعيل هنية إلى أنه على مدار الأسبوع المنصرم أجرى العديد من الاتصالات مع اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات المصرية، من أجل الوصول لحل لوقف العدوان، وفتح الأفق للمسار السياسي لكي يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه وإقامة دولة مستقلة، معقبًا: «فلسطين في قلب مصر، ومصر في قلب فلسطين».

تفاصيل الهدنة الإنسانية بين حماس والاحتلال الإسرائيلي

قال إسماعيل هنية إن الاتفاق حول الهدنة الإنسانية في غزة جاء نتيجة التغير الجذري الذي حدث في موقف الاحتلال الإسرائيلي وبعض حلفائه، الذين دعموه في عدوانه على قطاع غزة، حيث رفع 3 أهداف يريد تحقيقها خلال هذه الحرب وهي: القضاء على حماس، استعادة الأسرى، تغير الواقع السياسي والأمني في قطاع غزة، مضيفًا: تم التوصل لبنود الهدنة والاتفاق عليها، وبدأنا في تنفيذها، مؤكدًا أن المقاومة الفلسطينية ملتزمة بكافة البنود ولكن بشرط أن يلتزم بها جيش الاحتلال.

الإفراج عن 13 أسير من الأطفال والناس لدى المقاومة

قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إنه تم الإفراج عن 13 أسير من الأطفال والنساء لدى حركة المقاومة، بالإضافة إلى الإفراج عن 13 أسير من تايلاند.

وأشار هنية إلى أنه تم الإفراج 39 من النساء والأطفال الفلسطينيين من سجون جيش الاحتلال، كما أن أغلبية المفرج عنهم خلال هذه الهدنة سيكون من سكان القدس.

نوايا الاحتلال العدوانية واضحة بسياسة الإبادة الجماعية ومحاولة تهجير أهل غزة

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن نوايا قوات الاحتلال العدوانية كانت واضحة من خلال أفعاله التي ارتكبها بسياسة الأرض المحروقة، والإبادة الجماعية بحق المدنيين والأبرياء، بالإضافة إلى محاولة تهجير أهل غزة إلى مصر الشقيقة ولكن هذه الأهداف فشلت بصورة كبيرة، مؤكدًا أن عودة جيش الاحتلال للعنفوان أمر طبيعي ويعكس نوايا جيش الاحتلال.

شجاعة المقاومة كبدة الاحتلال خسائر فادحة

استطرد إسماعيل هنية: الشعب الفلسطيني الجبار قادر على التصدي ببسالة وشجاعة لأي عدوان يتم شنه على القطاع، موضحًا أن شجاعة المقاومة الفلسطينية كبدت جيش الاحتلال خسائر فادحة، ونفذت العديد من العمليات من النقطة صفر، وستتصدى لأي عملية عدوانية يشنها جيش الاحتلال، والمقاومة أسقطت الصورة المزعومة عن الجيش الإسرائيلي.

القضاء على حماس أضغاث أحلام

وأبدى إسماعيل هنية دهشته من تصريحات قوات الاحتلال التي تريد القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، معقبًا: «أضغاث أحلام يعيشها جيش الاحتلال، حركة حماس جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، هي ليست أشخاص أو إطار أو قيادات، بل هي منهجية تحررية، وهذه الحركة قوية وشابة، تنتمي للشعب الفلسطيني، على أرض فلسطين، وكل ما يفكر به الاحتلال ليس له رصيد واقعي لدى شعبنا الفلسطيني والمصري والعربي».

الشعب الفلسطيني هو من يحدد مستقبله والاحتلال سيرحل

أشار إسماعيل هنية إلى أن الشعب الفلسطيني هو من يحدد مستقبله، كما أن تاريخ المقاومة أطول من تاريخ الاحتلال، وفي النهاية المقاومة باقية ومتجددة وهذا الاحتلال طارئ وإلى زوال، مضيفًا: « نحن أصحاب الأرض، نحن أصحاب الحق، وفي النهاية الاحتلال سيرحل وستبقى المقاومة والقضية الفلسطينية».

14 ألف شهيد فلسطيني حصيلة العدوان على غزة

نوه إسماعيل هنية إلى أن حجم العدوان الذي تعرضت له غزة ضخم وكبيرة وغير مسبوق على الإطلاق، حيث استشهد نحو 14 ألف فلسطيني، و70% منهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى التدمير المنهجي لكل مقومات الحياة، ومشيرًا إلى كل هذه الأفعال كانت توحي لقوات الاحتلال بانكسار المقاومة والشعب الفلسطيني، ولكن الكلمة اليوم للمقاومة واليد العليا للشعب الفلسطيني العظيم.

جيش الاحتلال غير قادر على تحقيق أهدافه

أشار إسماعيل هنية، أن جيش الاحتلال غير قادر على تحقيق أهدافه من خلال حربه على قطاع غزة، وهذا الأمر سيكون له تأثيرات سلبية على الجبهة الداخلية لجيش الاحتلال، منوهًا إلى أنه ما تم الإفراج عنهم من الأطفال والنساء يعد بداية الغيث، وبداية الغيث قطرة.

واختتم إسماعيل هنية حديثه قائلًا: « أقول لرجال المقاومة أنتم تحررون الإرادة والعقيدة التي سكنت الملايين من أبناء وشعوب الأمة، وتحررون اليوم الفكر والعقل الذي ساد في المجتمعات الغربية، لقد فضحتم وكشفتم العدو الذي ليس محبا للسلام والحياة، وهذا أصبح معروفا في كل عواصم العالم من خلال الدعم العالمي للشعب الفلسطيني ضد جرائم الاحتلال، يجب تقديم قادة الاحتلال كمجرمي الحرب ومحاكمتهم أمام محكمة العدل الدولية».

وأكمل: «أيها الأسرى أنتم اليوم تسيرون نحو الدولة الفلسطينية والقدس الشريف، نعم الألم كبير لكنكم كنتم وما زلتم أكبر من أي عدو في سبيل تحرير أرضكم».