الأحداث المتلاحقة والمتعاقبة في منطقة الشرق الأوسط باتت متسارعة بصورة كبيرة يلهث المتابعون لها من مشقة الترقب والتحليل نظرا لكثرتها وسرعتها، الأمر الذي يؤكد أن الأيام القليلة المقبلة سوف تشهد العديد من التطورات التي لا تحمل نتائج إيجابية ولكنها في الغالب سوف تزيد أعباء المنطقة.
•• غزة.. ارتكب الجيش الإسرائيلي ثلاث مجاز، الجديدة راح ضحيتها 34 شهيدا و96 مصابا في 24 ساعة ليرتفع عداد الشهداء الفلسطيني إلى 41 ألفا و1118 شهيدا و95. 125 مصابا منذ اندلاع طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، وحتى الآن مع دخول الحرب في غزة يومها 342.
•• سوريا.. نفذ الجيش الإسرائيلي أول أمس الخميس غارتين جويتين في منطقة القنيطرة راح ضحية أحدهما أحمد الجابري القيادي في حزب الله اللبناني فيما استهدفت الضربة الثانية شخصا زعمت إسرائيل أنه مارس أنشطة ضدها، وكشفت وسائل إعلام عبرية أن القوات الخاصة الإسرائيلية شنت هجوما الأحد الماضي، على منشأة تصنيع أسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني في مصياف وسط سوريا.
•• أرض الصومال.. أعلنت إدارة الإقليم الانفصالي في أرض الصومال انهاء المفاوضات مع إثيوبيا حيث سيتم التوقيع قريبا على مذكرة التفاهم وتوقيع اتفاقية التعاون رسميا، وكان الجانبان قد وقعا مذكرة تفاهم مطلع العام الجاري تحصل بموجبها أديس أبابا على قطعة أرض لإنشاء قاعدة بحرية وميناء على البحر الأحمر، في مقابل الاعتراف بأرض الصومال جمهورية مستقلة.
•• الحكومة المتمردة في أرض الصومال ذات العلاقة الوثيقة مع إثيوبيا والتي تأمل في الاعتراف بها كدولة مستقلة من قبل الجانب الإثيوبي، أخذت موقف عدائي ضد مصر فقامت بإغلاق المكتبة الثقافية المصرية بشكل نهائي في العاصمة هرجيسا، والتي تعدل أقدم مكتبة في المنطقة منذ الستينيات وكانت تابعة لوزارة التربية والتعليم، وتعد منارة علمية في المنطقة، وأمهلت الموظفين العاملين فيها 72 ساعة للمغادرة تحت زعم مخاوف أمنية.
••اليمن.. قالت مسؤولة بالأمم المتحدة الخميس، إن المنظمة قلصت نشاطها في اليمن ردا على حملة القمع التي شنتها جماعة أنصار الله «الحوثيين» على الموظفين العاملين في المنظمة الأممية وغيرها من المنظمات الإنسانية والإغاثية والتعليمية بما يلحق الضرر البليغ لأفقر دولة في العالم العربي.
•• السودان.. أطلقت حملة وقف الحرب «صرخة المجاعة في السودان» ودعت كل أصحاب الضمير الحي للمشاركة في صرخة مدوية ضد الصمت المريب تجاه ما يجري في حرب السودان من كوارث ومجاعة اعتبارا من غد السبت ولمدة أسبوع بناء على تقارير موثقة تكشف دخول الدولة في خط المجاعة، بعد فقدان الأشقاء في السودان للأمن الغذائي.
•• لبنان.. إسرائيل تفجر معابر حدودية لاقتحام لبنان وتقطع طريق الشام في إشارة لقرب الاقتحام البري بالدبابات وفرق الاقتحام، وقد انهت الألوية 12 المتواجدة على الجبهة الشمالية وفرق المشاة والكوماندوز والدبابات تدريباتهم على جبهة قد تمتد من الجولان إلى لبنان.
•• ليبيا.. اشتباكات مسلحة بين الميليشيات بالزاوية في محاولة للسيطرة على أحد المعسكرات التابعة لمعمر الضاوي قبل أن يعود الهدوء إلى المكان ويفتح الطريق الساحلي بالمدينة.
باختصار.. لسنا دعاة حرب ومصر تجنح إلى السلام، وتنتهج الدبلوماسية المصرية منذ سنوات مسار التهدئة وتتمسك بلغت الحوار، وتؤمن بأن طاولة المفاوضات هي الطريق الأمثل لوأد الفتن والصراعات، وإعمال صوت العقل من أجل غد مشرق للأوطان والأجيال القادمة.
إلا أن حقيقة الأمر باتت تفرض واقع مغاير يقره التحالف الإسرائيلي الإثيوبي بهدف زيادة الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة وصولا إلى القرن الإفريقي وخنق مقدرات مصر وفرض واقعا استعماريا جديدا يغير شكل المنطقة ويهدد الاستقرار والسلم الإقليمي والدولي.
مصر لن تقف مكتوفة الأيدي وستدافع عن أمنها القومي بكل الطرق في مواجهة الهيمنة الصهيونية والمؤامرات الإثيوبية.
