تتجه أنظار العالم أجمع إلى مصر في ترقب للعرس الديمقراطي الذي تشهده البلاد هذه الأيام بمناسبة مارثون السباق الرئاسي، الذي يبدأ التصويت به داخليا بعد غد الأحد ولمدة ثلاثة أيام في ربوع مصر لرسم مرحلة جديدة في تاريخ البلاد خلال السنوات القادمة.
الانتخابات الرئاسية المرتقبة ذات أهمية كبرى محليا وإقليميا ودوليا، حيث أنها تأتي في ظروف سياسية بالغة الخطورة في ظل أزمات اقتصادية طاحنة تضرب العالم أجمع، وصراعات إقليمية ربما غيرت خريطة المنطقة، كما أن مصر مركز ثقل كبير في المنطقة وما يحدث على أرضها يكون له تأثير مباشر على كافة مجريات الأمور في الشرق الأوسط.
رئيس مصر القادم بإرادة شعبية خالصة وتحت إشراف قضائي كامل ومراقبة محلية ودولية، سوف يقود سفينة البلاد وسط أمواج عاتية ليعبر بمصر وشعبها إلى بر الأمان، ونستكمل بناء مصر الحديثة التي تليق بإرادة شعب اختار الحياة.
تضافرت جهود مؤسسات الدولة خلال الفترة الماضية لتعلن جاهزيتها لانتخابات الرئاسة 2023، ليخرج المشهد الانتخابي في أزهى صوره في كافة مراحله من الدعاية الانتخابية حتى الإدلاء بالأصوات في صناديق الاقتراع بحرية كاملة ودون أي تأثير لتأتي النتيجة معبرة عن الإرادة الحقيقية لجموع الناخبين.
الانتخابات النزيهة تأتي تفعيلا للمادة الخامسة من الدستور التي تؤكد على أن النظام السياسي يقوم على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع، التي تعد جوهر العملية الديمقراطية في النظام السياسي.
الناخب المصري ذكي وواع ويدرك أهمية المخاطر الكبيرة التي تحيط بالدولة المصرية من كل جانب لذا فإنه مطالب أن يوظف هذا الوعي في الاختيار الأمثل بإيجابية ليكون مساهما حقيقيا وفاعلا في بناء مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة، إنه مطالب ليوجه بوصلته للحفاظ على أمن واستقرار مصر في المقام الأول قبل الخدمات والرفاهية الحياتية التي تأتي لاحقا، فالوطن وأمنه واستقراره يأتي أولا.
المشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية أمر في غاية الأهمية ويكاد يكون فرض عين على جميع الناخبين لأننا جميعا مسؤولون عن المشاركة في بناء الوطن، والسلبية تهدد أهم حقوقنا، كما أن المشاركة مدخلا رئيسيا لتأكيد صلابة المصريين وإرادتهم في مواجهة الأخطار ومواصلة بناء الوطن.
باختصار.. المصري أثبت على مر التاريخ أنه صاحب إرادة قوية، وأن حب الوطن لديه يأتي دائما في المقام الأول ولا ينازعه فيه أحد، لذا فإنه لن يتأخر عن نداء الوطن العاجل باعتبار الشعب أعلى سلطة في الدولة.
الصوت الانتخابي قوة تستطيع أن تقلب الموازين السياسية، وتجعل صاحبه مشارك حقيقي في صنع القرار السياسي.
تبقى كلمة.. المشاركة في الانتخابات ليست رفاهية وإنما هي واجب وطني واستحقاقا دستوريا أصلة المشاركة الشعبية الجماعية، والاسهام العملي في صنع القرار وتعزيز الديمقراطية والنهوض بالوطن.
إدراك قيمة الصوت الانتخابي أول الخطوات الحقيقية لبناء وطن متماسك مبني على أسس ديمقراطية حقيقية وإرادة شعبية قوية لناخبين يشعرون بالمسؤولية تجاه بلادهم.. بادر وشارك.. صوتك أمانة فلا تفرط في حق الوطن.