كشفت أمريكا عن وجهها القبيح ودورها الحقيقي في الحرب الدائرة في غزة، وبينت دعمها للاحتلال عسكريا ومعنويا.. أمس الأول الجمعة، أبلغت واشنطن مجلس الأمن بمعارضتها وقف إطلاق النار في غزة، رغم تصريحاتها الخادعة طوال الفترة الماضية ودعواتها لإسرائيل – كذبا- لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وضرورة اللجوء إلى حل الدولتين حقنا للدماء.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن نائب المندوبة الأمريكية بمجلس الأمن، روبرت وود «لا ندعم الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار»، تلك الجملة هي خلاصة الموقف الأمريكي تجاه ما يدور في غزة.
إننا مطالبون أن نعمل وفق هذه الرؤية الواضحة بأن الولايات المتحدة الأمريكية لم ولن تكن معنا يوما في خندق واحد خاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، فهي الداعم الأول والأخير للاحتلال عبر عقود الصراع.
اندلاع الحرب في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، كشف الموقف الأمريكي الأعمى والمنحاز بقوة لليهود الأمر الذي دفع الرئيس جو بايدن إلى زيارة إسرائيل وقت الحرب، وهو أمر لم يفعله أي رئيس أمريكي من قبله مما يبين قدر المكانة الكبيرة التي تحتلها إسرائيل لدى صاحب القرار الأمريكي.
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية التي تلعب دور شرطي العالم الفيتو 84 مرة منذ تأسيس الأمم المتحدة عام 1945، منها 47 مرة لحماية إسرائيل، وفي كل مرة يحتد الصراع وتشتد الموجة وينتفض العالم ضد الاحتلال تتدخل واشنطن بفيتو جديد يجهض القرارات الدولية ويضيع الحقوق ويغير المسار بقوة البلطجة بفرد العضلات.
إذن نحن أمام توجه أمريكي إسرائيلي بشأن غزة سواء كانت صفقة القرن أو التهجير أو غيرها، فجراب الحاوي الأمريكي والثعبان الإسرائيلي يحمل الكثير من المفاجآت التي تهدد استقرار المنطقة بل والعالم أجمع، وسوف يدفع الجميع فاتورة باهظة خاصة كل من باع وساهم وتواطئ وخان، فمحكمة التاريخ لن ترحم أحد.
الموقف المصري الأكثر وضوحا واتزانا منذ بداية الصراع بل على مدار أكثر من 7 عقود لم يتغير أو يتبدل، فالقضية الفلسطينية قضية جوهرية للمصريين جميعا حكومات وشعب، ومع اندلاع الأزمة الأخيرة رفضت مصر كل الضغوط الإقليمية والدولية لتهجير الفلسطينيين على حساب القضية وتصفيتها، مؤكدة أنه لا حلول إلا باللجوء إلى طاولة المفاوضات، وأن حل الدولتين هو الأمثل على حدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
غزة الآن وبعد فشل مشروع قرار وقف إطلاق النار اشتعلت بها المعارك المفتوحة التي لم يسبق لها مثيل بين أصحاب الحق وتقرير المصير وبين جنود الشيطان ومعاونيهم في معركة شاملة يسعى خلالها كل طرف للخلاص من الطرف الآخر، يرتكب الاحتلال خلالها كل جرائم الحرب القذرة والأسلحة المجرمة دوليا على مرئ ومسمع من العالم أجمع لإبادة شعب بأكمله.
باختصار.. إسرائيل لا تحارب حماس كما تزعم، وإنما تشن حرب شاملة ضد المدنيين وسط تطبيق سياسة قصف إجرامية تبتغي من ورائها إبادة شعب وتصفية قضية وابتلاع وطن كاملة من فوق خريطة الكرة الأرضية، ليكون بداية فعلية لتحقيق طموحاتها وتنفيذ حلمها المزعوم لإقامة دولتها على أطلال دول عربية وإسلامية.
الاكتفاء بالشجب والتنديد والصراخ والعويل لن يزيد الأزمة إلا تعقيد وصعوبة في الحل، فما أشد حكم التاريخ على 456 مليون نسمة عربي يعيشون في وطن كبير به من الخيرات والكنوز فوق الأرض وتحت الأرض ما تعجز عن حمله الجبال، كما أنه تمتلك جيوشا عسكرية، وعدة وعتاد -تسد عين الشمس – والأكثر أنها تمتلك أوراق ضغط فاعلة على الشيطان الأكبر الراعي الرسمي للإرهاب في الشرق الأوسط، ولا تستطيع أن تضع حدا بما تملك من ضغوط لـ9 ملايين يهودي بينهم 2 مليون عربي تقريبا.. إنها مأساة للخيانة والتواطؤ فيها نصيب الأسد.