ليست كل المعارك تُخاض بالصوت العالي ؛ بعض المعارك تُخاض بالابتسامات الباردة، والتلميحات الساخرة، والنظرات التي تقول كل شيء دون أن تنطق، هذا هو عالم “الشريك المستفز” ،،، ذاك الشخص الذي تتعامل معه كل يوم، وقد يكون أقرب الناس إليك، لكنه يعرف كيف يضغط على زر التوتر في داخلك دون أن يُدين نفسه بكلمة واحدة.
من هو الشريك المستفز؟
هو ليس بالضرورة شخصا ً شريرا ً ، لكنه يجعل العلاقة مرهقة، يتلذذ أحيانا ً بإثارة رد فعلك، أو يختبر صبرك بطريقة مستمرة، يبعث برسائل مبطنة تجعلك تشك في نفسك، أو يختفي عند الحاجة ليظهر عندما تُصاب بالإرباك!
هو باختصار : شريك يختبر أعصابك بدل أن يسندك.
أنواعه كثيرة، وأماكنه أكثر
• في الزواج : الشريك الذي لا يُظهر مشاعره، لكنه لا يتوقف عن الانتقاد. أو ذلك الذي يحوّل كل نقاش بسيط إلى مسابقة في من الأذكى أو الأحق.
• في الصداقة : الشخص الذي يسخر من اختياراتك أمام الآخرين، ثم يقول: “أمزح فقط! لا تأخذ الأمور على محمل الجد”.
• في العمل: زميل يُثني على أفكارك في العلن، لكنه يسحب البساط بهدوء في الكواليس. أو مدير يطلب رأيك، ثم يسخر منه أمام الجميع.
لماذا يفعل ذلك؟
في أغلب الأحيان، الشريك المستفز لا يرى نفسه مستفزا ً ؛ هو يعتقد أنه “صريح”، أو “مرح”، أو “ذكي زيادة عن اللزوم”، وبعضهم يفعل ذلك كوسيلة للدفاع عن نفسه، أو ليخفي شعوره بالنقص، أو لفرض السيطرة على العلاقة خوفا ً من فقدانها.
لكن بغض النظر عن دوافعه، يبقى الأثر واحدا ً :
علاقة غير متوازنة، مرهقة نفسيا ً، تستهلك طاقتك دون أن تعطيك دفئا ً.
كيف تتعامل معه؟
• لا تدخل اللعبة : كلما رددت بنفس الطريقة، تصبح مثله.
• ضع حدودا ً واضحة : فالصمت أمام الاستفزاز لا يعني الحكمة دائما ً .
• صارحه بهدوء : فربما أحيانا ً لا يدرك الأثر الذي يتركه.
• وكن صادقا ً مع نفسك :
هل تستحق العلاقة هذا العناء؟
بإختصار ووضوح : العلاقات الإنسانية ليست مكانا ً للمعارك النفسية.
كل علاقة في حياتنا إما أن تكون مصدر طاقة، أو مستنزفة ً لها. والشريك المستفز لا يُحسّن علاقتك بنفسك، بل يُضعفها. لذلك، قبل أن تسأل :
لماذا هو هكذا ؟
اسأل نفسك :
لماذا ما زلت هناك؟