أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، أن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة “لإعلان نيويورك” بشأن تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين يمثل تحولًا جوهريًا في مسار القضية، وخطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة. وأشار فرحات إلى أن التصويت الكاسح، الذي حظي بتأييد 142 دولة، يؤكد أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة لم تعد خيارًا ثانويًا، بل أصبحت استحقاقًا لا مفر منه.
قرار الأمم المتحدة صفعة قوية للاحتلال
وصف فرحات هذا التصويت بأنه “صفعة قوية” للاحتلال، مؤكدًا أنه يضع إسرائيل في عزلة سياسية غير مسبوقة. وأوضح أن عدم تجاوز الدول المعارضة للقرار العشرة يكشف عن هشاشة الموقف الإسرائيلي وحلفائه مقارنة بالزخم العالمي المتزايد المؤيد للحق الفلسطيني.
وشدد على أن هذه النتيجة تشكل ضغطًا متزايدًا على تل أبيب للالتزام بالشرعية الدولية ووقف ممارساتها القائمة على الاستيطان وتهويد الأراضي، خاصة مع تصاعد الغضب الدولي من سياساتها العدوانية.
مصر حجر الزاوية في دعم القضية الفلسطينية
أشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن مصر، كعادتها، كانت ولا تزال حجر الزاوية في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية ودعم حل الدولتين. وأكد أن القاهرة لم تدخر جهدًا في دعم كل المبادرات الجادة الساعية إلى تسوية عادلة وشاملة، مشددًا على أن إعلان نيويورك يمثل فرصة ذهبية لإعادة القضية إلى صدارة الاهتمام العالمي بعد سنوات من التهميش.
تحويل القرار إلى خطوات عملية
أوضح فرحات أن أهمية القرار تتجاوز رمزيته السياسية، إذ يمكن اعتباره قاعدة صلبة لإطلاق مفاوضات جادة تحت مظلة دولية متعددة الأطراف، بعيدًا عن الرعاية الأحادية التي أثبتت فشلها. ودعا القوى الدولية والإقليمية إلى تحمل مسؤولياتها في تحويل هذا القرار إلى خطوات عملية ملموسة تبدأ بوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وتهيئة المناخ لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.
القضية الفلسطينية مفتاح السلام العالمي
وفي ختام تصريحه، أكد فرحات أن السلام العادل لن يتحقق إلا عبر إنصاف الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه الكاملة، موضحًا أن تجاهل هذه الحقوق يعني استمرار التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم بأسره، فالقضية الفلسطينية ستظل جوهر الصراع في الشرق الأوسط ومفتاح تحقيق الأمن والسلام العالمي.