أكد الكاتب الصحفي حازم العبيدي، المتخصص في الشؤون البرلمانية، أن المشاركة والحشد الكبير أمام اللجان الانتخابية، والذي شوهد في عدد من اللجان والمدارس، يعكس وعيًا متزايدًا لدى المواطنين.
وأشار العبيدي إلى أن الزخم الكبير الذي يضم عددًا من كل أطياف الشعب المصري من الشباب والنساء وكبار السن، بهدف الدخول والإدلاء بالأصوات، يحمل دلالة مهمة. واعتبر أن الشعب المصري قد أيقن أن المشاركة في الانتخابات النيابية هي بمثابة عقد ووثيقة ما بين الناخب وما بين المرشح لتحقيق أحلامه وطموحاته، وأيضا وهو عقد ما بين النائب وما بين الدولة المصرية لاستكمال المسار الديمقراطي والتنموي والإصلاحي.
وأضاف العبيدي أن مصر تسير في مسار صحيح وعلى الطريق الصحيح على كافة النواحي والفاعليات منذ أكثر من 10 أو 15 سنة.
ولفت إلى أن الملاحظات التي ذكرها المراقبون الدوليون كلها تُكمل الصورة التي تؤكد على وعي الشعب المصري، موضحًا أن هذا الإقبال ليس عجيبًا ولا غريبًا على المصريين الذين هم أحفاد الفراعنة، ولهم السبق في كل المجالات، مشيرًا إلى أن مصر دولة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ وعرفت نظم سياسية وعلوم وفنون وتشكيل حكم ووزارات، حتى أن الاتيكيت بدايته كانت من قدماء المصريين.
شدد الكاتب الصحفي حازم العبيدي على أن حجم الوعي الذي أصبح لدى المواطن يدفعه للذهاب بنفسه لصندوق الاقتراع، وهو عارف لمسؤوليته ومحدد لأولوياته وثقته في المرشح، مرجعاً ذلك إلى المناخ السياسي المتوفر حاليًا الذي وفرته الدولة المصرية.
وأوضح أن هذا المناخ السياسي سمح للمواطنين بالتمييز ما بين المرشح الذي سيخدمهم والمرشح الذي يمكن أن يخزلهم أو خذلهم في دورات سابقة، الأمر الذي مكّن المصريين من أن يعوا أن صوتهم في الانتخابات يحدد مصير الناخب ويحدد مصير المرشح، مؤكداً أن كل المصريين على وعي بأن صوتهم له قيمة، وصوتهم مؤثر، وصوتهم قادر على إحداث تغيير، وهو ما دفعهم للنزول والمشاركة.
أشار العبيدي إلى أن الناخب المصري لا أحد يعرف أن يضحك عليه وهو أمام الصندوق، خاصة مع التجارب السابقة، وأن الهيئة الوطنية كفلت كل الضمانات التي تمكنه من إعطاء صوته بأريحية وبحرية، بدون تأثير عليه ولا ترهيب. وأن الناخب قادر على التفرقة بين الصالح والطالح، وأن أداء النواب السابقين هو ما يحدد تجديد الثقة فيهم.
واختتم حازم العبيدي تصريحه بالقول إن الصوت الانتخابي هو بمثابة اللبنة في جدار الوطن، ونحن نبني وطنًا ومصر الجديدة والحديثة، داعياً إلى عدم الاستهانة بهذه المشاركة. مؤكداً أن مصر اليوم تكتب فصلًا جديدًا من فصول الوطنية بمشاركتها وانتخابها للبرلمان (الفصل التشريعي الثالث في ظل دستور 2014)، وأن على النائب المنتخب أن يدافع عن الحق وأن يكون قادرًا على القيام بدوري مجلس النواب الأساسيين: الدور الرقابي والدور التشريعي.










