بدأ منذ قليل توافد المعزيين بمسجد عمر مكرم بوسط القاهرة للمشاركة في عزاء الفنانة القديرة سمية الألفي، حيث كان في استقبال الحضور نجلها عمر فاروق الفيشاوي وشقيقها، وسط حالة من الحزن العميق التي خيمت على الوسط الفني المصري.
رحلت “سمية الألفي” بعد رحلة ملهمة من العطاء والابداع، ومعاناة شجاعة مع مرض السرطان، وهو ذات القدر الذي غيب رفيق عمرها الفنان الراحل فاروق الفيشاوي، ليسطر الموت الفصل الأخير في قصة ثنائي فني ارتبط بهما الوجدان العربي لسنوات طويلة.
سيرة ومسيرة: من “أفواه وأرانب” إلى قمة الدراما ولدت الراحلة في قلب محافظة الشرقية عام 1953، وصقلت موهبتها بالدراسة في قسم الاجتماع بكلية الآداب، قبل أن تفتح لها الشاشة أبوابها في السبعينيات؛ قدمت سمية الألفي ما يزيد عن 100 عمل فني، تنوعت بين السينما والمسرح والتلفزيون، وبقيت أدوارها في روائع مثل “ليالي الحلمية”، “الراية البيضا”، و”بوابة الحلواني” علامات خالدة في تاريخ الدراما، حيث امتلكت قدرة فائقة على تجسيد الشخصية المصرية بكل تعقيداتها، متنقلة بسلاسة مذهلة بين الكوميديا الراقية والتراجيديا المؤثرة.
اللقاء الأخير: صراع المرض ونبل النهاية رغم تعافيها المؤقت وظهورها المتجدد الذي عكس إرادتها الصلبة، عاد المرض ليحاصرها في أيامها الأخيرة، لتلحق بفاروق الفيشاوي الذي واجه المرض ذاته بشجاعة لافتة، وصارع حتى اللحظات الأخيرة؛ ترحل سمية الألفي تاركةً خلفها إرثاً فنياً ثرياً ومكانةً كأحد أبرز وجوه “الزمن الجميل” التي حافظت على بريقها وحضورها في قلوب جمهورها حتى الرمق الأخير، لتظل أيقونة درامية تتجدد ذكراها مع كل مشهد أبدعت في تقديمه.











