الآن وبعد عدة سنوات، تذوقت فيهم مرارة الفقد، والألم، كل لحظة أرى فيها أحدًا يتألم على فراش المـ//ــوت.. أرى الأحداث تتوالى أمامي كأنها لم تمر منذ فترة طويلة، بل هي أمام عيناي، كأن أحدا ينتزع قلبي ويفر هاربا.. لا اعترف أن ما يحدث هو سكرات المـ//ـوت التي رأيتها في أحبتي قبل فراقهم، أو سمعتها من أحد أصدقائي وهو يحكي عن فقدان عزيزِه..
أحزن على أشخاص لم أقابلهم حتى في حُلُمي، لكني سمعت عن كيفية موتهم، عن سيرتهم الحسنة كما كان من فقدت، عن مشهد الجنازة المهيب الذي يسري وراء كل من يفارق هذه الحياة..
كيف لي أن أتمسك بها وأنا أرى الآخرة أمامي كل وقت وحين؟ كيف لي أن أكرر أخطائي وأنا أرى سكرات المـ//ــوت وأسمع عنها كأنها رسالة من ربي أن أعود إليه ؟
كيف لي أن أقصر في صلاتي ودعواتي وخشوعي وديني كله؟.. كيف لي ألا أحزن على ألم من أحب حين يفقدون أعزاءهم؟ أنا كنت مثلهم أحتاج من يواسيني لذا عليّ مواساتهم جميعا، عليّ أن أقول لهم أني أكثر من يشعر بهم وبمعاناتهم في ذلك الوقت.. لقد مررت بهذا من قبل، هذا الوجع الذي لا يؤلم الميــ//ــت قط بل من حوله، أنا فقط لا أعرف ما أفعله غير البكاء، البكاء هو المواساة الوحيدة لتلك الندبة.. ذاك الأمر الذي يستدعي البكاء كثيرا وكثيرا حتى كلما تذكرته لابد أن أبكي، لا يوجد تعبير آخر أصدق من هذا.. ولا دموع تجف على فراق الأحباء.
رغم معرفة الجميع أن الدار التي انتقلوا إليها هي دار رحمة وسلام وراحة، إلا أن مرارة الفقد لا يشعر بها إلا من تألم منها، ولا شيء يقدر على إيقاف العيون المعبئة بالحزن من أن تحزن على فقيدها أبدا.. مهما مر الزمن سيبقى البكاء على الأحباء مثلما كان دائما، لا دموع تجف ولا ألم يُزال!.
لمتابعة آخر الأخبار زورونا عبر منصاتنا
موقع الصورة الحقيقية اضغط هنــــا
فيسبوك الصورة الحقيقية اضغط هنـــــا
تويتر الصورة الحقيقية اضغط هنـــــــــــــا
يوتيوب الصورة الحقيقية اضغط هنـــــــا